في حدث وصفه الدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان بالعالمي, شهد المستشفي الجامعي أمس وللمرة الثانية خضوع6 مومياوات مصرية قديمة تعود إلي الأسرة26 من العصر المتأخر للفحص الطبي الشامل بواسطة أجهزة الأشعة المقطعية(C.T), وذلك لتحديد جنسهم وأعمارهم والأمراض التي كانوا يعانون منها في حياتهم إن وجدت. وفيما يأتي هذا الحدث العلمي في إطار التعاون المشترك بين جامعتي خايين الإسبانية وأسوان, قال رئيس الجامعة إنه سبق أن خضعت مومياوتان تم العثور عليهما بمقابر النبلاء حكام ألفنتين بالبر الغربي للكشف الدقيق عليهما من خلال جهاز المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد,حيث أسفرت نتائج البحوث والدراسات وقتها عن أن المومياء الأولي لطفل عمره9 سنوات ويدعي حور- أوديا, والثانية لسيدة تبلغ من العمر25 عاما وتدعي ديدو- ساتيت وتوفيت نتيجة لمرضها بسرطان الثدي والأنيميا ويعد هذا الاكتشاف هو أقدم حالات الإصابة بالسرطان في العالم. وكشف رئيس جامعة أسوان عن أن مجموعة الموميات المصرية القديمة التي خضعت للفحوص الطبية الدقيقة أمس منها5 مومياوات لأشخاص بالغين وأخري لطفل صغير وتم العثور عليهم جميعا بمنطقة قبة الهوا غرب أسوان, وذلك خلال أعمال البعثة الأثرية بالمنطقة, مشيرا إلي أنه سيتم الإعلان عن نتائج الفحوص فور الانتهاء من إعداد التقارير الطبية اللازمة. وأكد الدكتور أحمد غلاب ان هذا الحدث يأتي ثمرة للتعاون المشترك مع الجامعة الإسبانية الذي يتم تحت إشراف وزارة الآثار, مما يؤكد تعميق أواصر التواصل الحقيقي بين جامعة أسوان والجامعات الإسبانية وكذا التقدم الطبي وتطور الأجهزة الحديثة بالمستشفي الجامعي التي تخدم تبادل الخبرات مع الجامعات العالمية. وكان موكب دخول المومياوات الست إلي مستشفي أسوان الجامعي أمس قد لفت أنظار المترددين علي المستشفي الذين هتفوا تحيا مصر تحية لأجدادنا الفراعنة الذين يواصلون البوح بأسرارهم العلمية كل يوم, وكان علي رأس مستقبلي الموميات كل من الدكتور محمد جبر شديد عميد كلية الآثار بأسوان,وأليخاندرو خمينيز والدكتور ميجيل بوتيا من البعثة الأثرية الإسبانية, والدكتور عبد المنعم سعيد مدير آثار أسوان,والدكتور عبد الله العبيدي مدير المستشفي الجامعي, وقيادات منطقة آثار أسوان والنوبة وأعضاء البعثة الإسبانية بجامعة خايين وإعلاميي القناة الرابعة للتليفزيون البريطاني, وأشاد رئيس البعثة الإسبانية أليخاندرو خمينيز بقدرات المستشفي وأجهزتها الحديثة التي قامت في شهر مايو الماضي بفحص مومياوين كاملتين من العصر المتأخر ذاتي لفائف سليمة محفوظتين بأكفانهما ذات الطبقات القشرية والألوان المتعددة, حيث تم مطابقة هذا الفحص في إسبانيا وتأكد دقة ماتم في أسوان باستخدام أشعة يانوستيك والماسح الضوئي القادر علي إجراء124 شريحة شعاعية في وقت واحد وبدقة ذات جودة عالية, وأوضح رئيس البعثة الإسبانية بأنه تم التوصل مؤخرا إلي اكتشاف طرق مختلفة للتحنيط في مقبرة بالحدود الجنوبية لمصر الفرعونية وأن مومياوات هذا العصر المتأخر تتوافق تماما مع الأوصاف التي جمعها المؤرخ اليوناني هيرودوت في رحلته الشهيرة.