تختتم اليوم فعاليات القمة العالمية للحكومات في نسختها السادسة, التي انطلقت أمس الأول برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي, لوضع تصور مستقبلي للعمل الحكومي وبناء شراكات عالمية بين مختلف الحكومات وبين القطاعين العام والخاص, وإيجاد حلول مبتكرة لأهم التحديات العالمية واستشراف الاتجاهات المستقبلية في مختلف القطاع الحيوية وسبل استغلالها لما يعمل علي بناء مستقبل أفضل للشعوب والمجتمعات. حيث شارك4000 مسئول متخصص من140 دولة, من بينهم رؤساء حكومات ومسئولون وعلماء وخبراء ومفكرون و130 متحدثا في120 جلسة نقاشية وحوارية وتفاعلية. وسلطت الجلسة الحوارية حول المتغيرات القادمة في قطاع التعليم الضوء علي الأزمات التي يشهدها القرن الحادي والعشرون, وأبرزها التغير المناخي والصراعات والحروب وأزمة اللاجئين والتي أدت إلي تدفق الملايين من البشر من بلدانهم إلي الخارج, باحثين عن فرص أفضل مما نتج عنه حرمان أطفالهم من التعليم المنتظم. وقال الدكتور عمر الرزاز, وزير التربية والتعليم في الأردن, خلال مشاركته في الجلسة, إنه يجب علي الحكومات أن تتبني أسسا تعليمية جديدة يقوم بها المعلم بالدور التوجيهي والإرشادي, بدلا من استخدام أسلوب التلقين. وشدد علي أهمية إشراك القطاع الخاص للعمل جنبا إلي جنب مع مؤسسات القطاع الحكومي ودعم جهودها في الارتقاء بقطاع التعليم وتحسين جودته. من جانبه شدد جراهام براون مارتن, مؤسس برنامج التعليم بلا حدود, علي ضرورة إدراج أفكار جديدة لممارسة التعليم وتحسين مستواه, مبينا أهمية تدريب المزيد من الكفاءات في قطاع التعليم, لما له من انعكاسات إيجابية علي تحسين جودة المخرجات التعليمية وبناء جيل مثقف. من جانبها, أشارت إيرينا بوكوفا, المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو, إلي أن هناك60 مليون طفل في العالم محرومون من التعلم و4 ملايين آخرين لا تصلهم خدمة الإنترنت. وضمن مشاركته في جلسة مستقبل العالم في عالم متغير, شدد آخيم شتاينر رئيس برنامج الأممالمتحدة الإنمائي, علي أن العمل الحكومي الرشيد والمبني علي استخدام التكنولوجيات الحديثة واعتماد الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال ودعم أهداف التنمية المستدامة, هو مطلب أساسي من أجل مستقبل أفضل, مشيرا إلي أن السياسات الحكومية التي تهمل هذه الأولويات تتسبب في تفاقم أزماتها وعرقلة مسيرة التنمية. ونوه رئيس برنامج الأممالمتحدة الإنمائي, إلي جهود دولة الإمارات وإمارة دبي المشهود لها في العمل الحكومي الرشيد, وأثني علي القرارات والخطط الرامية إلي غرس قيم التسامح والسعادة والابتكار والريادة. كما استعرض نخبة من العلماء والخبراء نتائج التقرير العالمي لسياسات السعادة الصادر في نسخته الأولي, التي تضم أكثر من150 مقترحا لسياسات حكومية تدعم توجهات الدول في مجال ترسيخ ثقافة السعادة وجودة الحياة, ضمن أعمال الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات. ونصح البروفيسور جيفري ساكس, الخبير الاقتصادي, مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا, خلال جلسة رؤي وتجارب من التقرير العالمي لسياسات السعادة الحكومات بالاطلاع علي التقرير الأول من نوعه في العالم وما يتضمنه من دراسات وتوصيات قيمة تساعدها علي تحسين مستويات السعادة, مشيرا إلي أن هناك22 حكومة فقط من بين193 حكومة في الأممالمتحدة لديها سياسات للسعادة.