رغم اعتراض الولاياتالمتحدةالأمريكية علي تقارب الكوريتين وصفت وكالة أنباء كوريا الشمالية, محادثات وفد البلاد في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية, مع رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن ب الصريحة والصادقة, رغم تحريض نائب الرئيس الأمريكي. و هنأ رئيس الوفد الكوري الشمالي, رئيس مجلس الشعب الأعلي لكوريا الديمقراطية كيم يونج نام رئيس كوريا الجنوبية بافتتاح دورة الألعاب الأولمبية وشكره علي إتاحة الفرصة لعقد الاجتماع بينهما. واعتبر رئيس كوريا الجنوبية أن زيارة الوفد الكوري الشمالي كانت حافزا لاستعادة العلاقات بين الكوريتين والسلام في شبه الجزيرة الكورية, كما شكر زعيم كوريا الجنوبية زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونج- أون علي رسالته والخطوات المتخذة لإرسال الوفد إلي الألعاب الأولمبية. وأعرب الطرفان عن رغبة مشتركة في الحفاظ علي مناخ السلام والمصالحة في شبه الجزيرة الكورية والذي بدأ بدورة الألعاب الأولمبية في بيونج تشانج وتكثيف التعاون والحوار بين الشمال والجنوب. واختتم أرفع وفد من الشمال زيارته للجارة الجنوبية امس, وسط تحريض أمريكي علي منع التقارب بين الكوريتين. وستشكل أي قمة بين الكوريتين, اللتين لا تزالان في حالة حرب من الناحية النظرية, نجاحا كبيرا لمون الذي يسعي للتوصل إلي حل دبلوماسي للأزمة بشأن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية. وقالت الوكالة إن كيم يو جونج, شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج- أون, سلمت رسالة شخصية من الزعيم الكوري الشمالي إلي مون خلال المحادثات التي أجرتها معه يوم السبت الماضي وأبلغت مون أيضا بنية شقيقها دون أن توضح الوكالة طبيعة هذه النية. وقال مسئولون في كوريا الجنوبية إن مون تلقي دعوة لزيارة بيونج يانج لإجراء محادثات مع كيم جونج- أون خلال محادثات ومأدبة غداء استضافها مون في القصر الرئاسي الأزرق في سيئول. وإذا عقدت هذه القمة فستكون الأولي التي تجمع زعيمي الكوريتين منذ عام.2007 وفي تحريض علي منع التقارب بين الكوريتين, قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي, الذي غادر كوريا الجنوبية عائدا إلي واشنطن أمس, إن الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية واليابان متفقين تماما علي عزل كوريا الشمالية بسبب برنامجها للأسلحة النووية. فيما اكد المحللون أن دورة الألعاب الأوليمبية التي تجري الآن في كوريا الجنوبية وبمشاركة كوريا الشمالية هي دليل علي أنه قد تم كسر الجليد بين الكوريتين من خلال المشاركة كفريق واحد ضمن هذه الدورة, مشيرين الي أن هذه الدعوة تصب في إطار تخفيف حدة التوتر بين الجارتين وأيضا تؤكد علي أن الشعبين شعب واحد, ولكن في دولتين مستقلتين, وتأتي كمرحلة لبناء الثقة بين الجانبين. ولو كان الأمر متعلقا بالكوريتين فإن الحل ممكن وبسرعة, كما حدث في الثمانينيات, لكن الواقع عكس ذلك, فهناك تدخل من دول أخري لمنع حدوث أي تقارب في الوضع الحالي, فكوريا الجنوبية المتطورة تكنولوجيا, لا يمكن أن تتحد مع كوريا الشمالية المتطورة نوويا, لأن ذلك ليس من مصلحة أي من الدول المعنية في تلك المنطقة. ويري المحللون أن الظروف المناسبة التي تحدثت عنها سيئول هي الشروط الأمريكية لهذه المباحثات أو لهذا التقارب, والشروط الأمريكية معروفة أنه لا يمكن أن يكون هناك تقارب ما لم تتخل كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية, وكوريا الشمالية بدورها تطالب بتحويل هدنة إطلاق النار, الموقعة بين البلدين عام1953 إلي اتفاق دائم, لمنع وقوع حرب, وتريد مباحثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة وعدم الاعتداء عليها, لتلك الأسباب فالشروط قاسية والأجواء غير ملائمة. وقال مسئول في البيت الأبيض إن رئيس كوريا الجنوبية أوضح تماما أن تخفيف الضغط عن بيونج يانج مرتبط بشروعها في اتخاذ خطوات لنزع السلاح النووي علي الرغم من أن مون لم يناقش دعوة كيم مع بنس. وقال البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية إن شقيقة زعيم كوريا الشمالية قالت لمون إن كيم جونج- أون يريد أن يجتمع معه في المستقبل القريب ودعاه لزيارة كوريا الشمالية في أقرب وقت يناسبه, فرد عليها قائلا دعونا نحضر الأجواء كي نتمكن من تحقيق ذلك. ونقلت الوكالة الرسمية في كوريا الشمالية عن مون قوله, إن العلاقات بين الكوريتين يجب أن يصلحها الأطراف المعنيون بأي ثمن كما أشار الزعيم كيم جونج أون في خطابه بمناسبة العام الجديد.