في تصعيد خطير, يكشف نوايا تركيا الحقيقية من احتلال الأراضي السورية, هدد بكر بوزداج, المتحدث باسم الحكومة التركية, بأن قوات بلاده ستدخل منبج الواقعة شمال شرق حلب, إذا لم تنسحب منها الوحدات الكردية. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن القوات التركية ستدخل منبج وستواصل طريقها نحو شرق نهر الفرات, محذرا من أن الجنود الأمريكيين الموجودين في عفرين بزي المقاتلين الأكراد قد يصبحون هدفا للجيش التركي. وتعتمد إستراتيجية إدارة ترامب في سوريا بشكل شبه كامل علي الحفاظ علي وحدات حماية الشعب التي تضم30 ألف مقاتل كقوة قتالية, وتهدف إلي سحق بقايا داعش وإحياء محادثات جنيف للسلام التي تقودها الأممالمتحدة لإنهاء الحرب السورية. وتواصل المدفعية التركية عدوانها علي سوريا من خلال استهداف مواقع الوحدات الكردية في عفرين في إطار عملية غصن الزيتون كما يستمر الجيش التركي في تعزيز مواقعه بالنقاط الحدودية, مما خلف دمارا كبيرا في قري عديدة منها قرية الخالدية وادي الي سقوط العشرات من الضحايا المدنيين فضلا عن نزوح الآلاف. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد تمكنت من استعادة السيطرة علي بعض القري الحدودية, مثل قرية بلبل وزعريا من قبضة مسلحي عملية غصن الزيتون, ومن عفرين الي منبج الي ادلب يسعي الرئيس التركي رجب اردوغان بسط سيطرته علي البلاد بذريعة محاربة الإرهابيين المتمثلين في الاكراد. وتوعد اردوغان, بأن تكون منطقة منبج هي الهدف الثاني له بعد الانتهاء من عميلة عفرين العسكرية, التي أطلقها منذ أسبوع بحجة تخليصها من الإرهابيين, في إشارة إلي المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون علي منبج في ريف حلب شمالي سوريا. وتقع منبج علي أرض فسيحة, وغير بعيدة عن نهر الفرات, الواقع إلي الشرق منها بنحو25 كيلو مترا, ولا تبعد عن الخط الحدودي بين سورية وتركيا سوي30 كيلو مترا. وبدون أدني شك أثرت تلك العمليات العسكرية علي الاقتصاد التركي بشكل كبير, فالتجار يعيشون أياما صعبة في ظل مخاوف من أن تزج عملية التعبئة من أجل عملية عفرين الاقتصاد التركي إلي مرحلة لا يمكن التخلص من سلبياتها. وأكد التجار وأصحاب المحال أن الأسعار شهدت ارتفاعا وأن أي شخص ينتقد العمليات التركية او يتحدث في السياسة يزج به في السجن. وفي عفرين تظاهر آلاف المواطنين تعبيرا عن تنديدهم بالهجوم التركي الذي تشنه أنقرة وفصائل سورية موالية لها منذ20 يناير الماضي.