يعتبر قصر قارون, الذي يبعد50 كيلومترا عن مدينة الفيوم, وعدة كيلومترات عن نهاية الطرف الجنوبي لبحيرة قارون, من أهم الآثار الرومانية. وبرغم ذلك فإن هناك اعتقادا سائدا لدي الكثيرين وخطأ شائعا بينهم أن صاحب هذا القصر هو قارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في الآية رقم(75) من سورة القصص, وهذا غير صحيح, فالقصر ما هو إلا معبد أثري يرجع إلي عصر الرومان, والدليل علي أن هذا المبني ما هو بقصر قارون الآية(80) من سورة القصص أيضا, وبهذه الحقيقة السماوية التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا القصر لا علاقة له بقارون, والذي وردت قصته بالقرآن الكريم حيث أكدت الآيات أن الله عز وجل خسف به وبداره الأرض, فلا يوجد شيء علي وجه الأرض يمت بصلة لقارون, وحتي بحيرة قارون ليس لها أي علاقة به من قريب أو بعيد برغم استمرار الكثيرين بالربط بين قارون والبحيرة والقصر. ويوضح تلك الحقيقة الأثرية والتاريخية أحمد عبدالعال مدير عام منطقة آثار الفيوم بقوله: إن هذا القصر هو معبد من بقايا مدينة ديونيوس التي تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد وازدهرت في العصر الروماني, وكانت منطقة حدود تخرج منها القوافل إلي الواحات البحرية, وكان هذا المعبد مخصصا للمعبود سوبك الذي كان يعبده أهالي الإقليم وقتذاك, وكان يصور علي هيئة تمساح أو دمية برأس تمساح, لأن الفيوم كانت عبارة عن بحيرة تكثير فيها التماسيح, وكان التمساح هو رمز الخير والنماء, ويعتبر المعبد من أهم آثار المنطقة, ويتكون من صالتين كبيرتين تقودان إلي قدس الأقداس الذي يتكون من ثلاث مقصورات خصصت الوسطي للمركب المقدس, والأخريان لوضع تماثيل المعبودات, كما يشتمل المعبد علي طابقين, وتوجد تحت قدس الأقداس ممرات ومدخل يؤدي إلي حجرة الوحي التي يمكن الصعود منها إلي الطابق العلوي وسطح المعبد. وأضاف أن بحيرة قارون ليس لها أدني علاقة بقارون, لكن هذه البحيرة قديما كانت عبارة عن ألسنة مياه داخل الصحراء, وكان لسان المياه داخل الصحراء يسمي قرنا, ولما كثرت هذه الألسنة وتجمعت مع بعضها سميت قرونا, أي جمع قرن, وزيدت ألف بعد القاف فأصبحت قارون.