شهد العام الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثير من المواقف والتصريحات التي اتسمت بالعنصرية والعداء إزاء العديد من دول العالم بما يخالف الأعراف الدبلوماسية التي تمسك بها أسلافه من الرؤساء الأمريكيين, وكان موقع التواصل الاجتماعي( تويتر) النافذة التي يطل منها ترامب علي العالم ويلقي من خلالها تعليقاته بشأن القضايا الدولية دون الرجوع إلي مستشاريه, مما أوقعه في الكثير من الأخطاء التي سعي لتفنيدها وإنكارها فيما بعد دون أن يستطيع أن يمحو عن نفسه صفة التهور. بعد أسبوع فقط من توليه السلطة, أصدر ترامب قرارا بمنع دخول القادمين من سبع دول غالبية سكانها من المسلمين لمدة90 يوما, إضافة إلي حظر مدته120 يوما علي دخول جميع اللاجئين في قرار يحمل تمييزا ضد المسلمين. وأطلق ترامب تصريحات غريبة تتعلق بدول أفريقية وأمريكية لاتينية حيث وصفها ب(الحثالة) وذلك في وصف المهاجرين من تلك الدول إلي أمريكا مما أثار عاصفة من الغضب داخل أمريكا وخارجها, وسارع ترامب لنفي هذه التصريحات إلا أن مسئولين أمريكيين أكدوها ووجهوا انتقادات بالغة لترامب لما تسببه تصريحاته في كراهية الأجانب وإشاعة العنصرية في المجتمع الأمريكي. كما تراجع ترامب عن عقود من السياسة الأمريكية كوسيط في قضية السلام في الشرق الأوسط وانحاز بشكل كامل لتل أبيب عبر اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي خطوة مفاجئة أقال ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي( إف بي آي) جيمس كومي في التاسع من مايو, الذي كان يحقق إن كان فريق حملة الرئيس الانتخابية تعاون مع روسيا لهزيمة منافسته آنذاك هيلاري كلينتون. وأقر ترامب لاحقا أنه أقال كومي علي خلفية التحقيق المرتبط بروسيا. وفي خطوة أثارت انتقادات عالمية, أعلن ترامب أن الولاياتالمتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس للمناخ, متراجعة بذلك عن التزامها بمكافحة الاحتباس الحراري. وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي, أطلق ترامب تصريحات عدائية إزاء كوريا الشمالية متعهدا بتدميرها إذا ما حاولت تهديد الولاياتالمتحدة. وشكل الكتاب الذي صدر تحت عنوان غضب ونار: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب, تهديدا للرئيس بشكل مباشر حيث وصفه بأنه شخص غير متوازن ومعزول وقليل المعرفة. ودفع ذلك الرئيس إلي وصف نفسه عبر موقع( تويتر) بأنه عبقري وذكي إلا أن ذلك لم يوقف سيل الانتقادات التي يتعرض لها ترامب داخل وخارج أمريكا.