أكدت د. نجوي سمك استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ان استخدام التخطيط بالمشاركة وفقا لاستراتيجية المدن ضرورة لتحقق التنمية المحلية والعدالة الاجتماعية في المحافظات والقري وطالبت في دراستها للندوة التي نظمها مركز البحوث والدراسات الاقتصادية بكلية الاقتصاد يتفعيل اللامركزية والأخذ بخطوات تدريجية نحو اللامركزية المالية وتمكين المحليات من تدبير مواردها والاعتماد عليها ورفع تنمية قدرات العاملين في المحليات والمنظمات غير الحكومية ودمج الاستراتيجيات وضرورة وجود بناء مؤسسي لعملية التنفيذ والمتابعة ودمج استراتيجية المدن في خطط الشركات وميزانيات المؤسسات الخاصة التي تمول مشروعات التنمية في اطار مسئوليتها المجتمعية وضرورة تنويع مصادر تمويل مشروعات المدن. وأوضحت ان من سلبيات زيادة نسبة التحضر وانشاء المدن هو زيادة المناطق العشوائية التي يمثل عدد سكانها في القاهرة53% من سكان العشوائيات في مصر بالاضافة لارتفاع معدلات البطالة. من جانبه, اعتبر المهندس نبيل مرقص استشاري تخطيط مبادرة لامركزية اتخاذ القرار مشروع مشترك بين وزارة التنمية المحلية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في دراسته امس الاول لندوة التخطيط والمشاركة في التنمية المحلية بمركز الدراسات الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ان المشاركة هي وسيلة فعالة لتحسين جودة الخطط وزيادة فرص تنفيذها في الواقع بنجاح كما ان الخطط التي تتم صناعتها بمشاركة المواطنين المحليين هي اكثر جذبا لمساندة الجمهور العام ودعم الجهات المانحة واكثر قدرة علي تحقيق الالتزام بها. وطالب مرقص بتنشيط حضور الاحزاب السياسية الجديدة المعبرة عن قيم ومبادئ ثورة25 يناير علي المستوي المحلي وتفعيل كيانات المجتمع المدني من نقابات وتعاونيات وجمعيات اهلية لتصبح شريكا حقيقيا في الحوار الديمقراطي علي المستوي المحلي واشار الي تصارع عدد من الاجهزة التخطيطية المتنافسة والمتصارعة علي صياغة القرار التخطيطي في مجال التنمية المحلية في مصر( وزارة التخطيط والتعاون الدولي وزارة التنمية المحلية وزارة المالية وزارة الإسكان, الهيئة العامة للتخطيط العمراني دون اي تنسيق حقيقي وفعال بينها. وقال ان من اهم التحديات التي تواجه التخطيط بالمشاركة هو صورة المحليات بأجهزتها الشعبية والتنفيذية وبالنظام الانتخابي الحالي المشكوك في نزاهتها والتي لازالت لا تعكس قدرا كافيا من الثقة في قدرتها علي اتخاذ القرار الصحيح بعيدا عن تأثير جماعات المصالح وأصحاب النفوذ والعلاقات القبلية والشللية والعصبيات المحلية. وأكد اهمية زيادة فرص تمثيل المرأة والشباب والتكوينات الاثنية والثقافية المحلية في المجالس الشعبية المحلية من خلال نظام انتخابي نزيه يعتمد علي القائمة النسبية. وأوضح ان العقل الحاكم في الدولة يؤمن بمركزية التخطيط ولم تحسم السلطة المركزية بعد قرارها السياسي بخصوص القدر الملائم من نقل وتفويض السلطات من المستوي القومي الي المستوي المحلي بما يسمح بظهور نظام لامركزي ديمقراطي للإدارة المحلية مشيرا الي ان صورة المواطن المحلي لدي النخبة الحاكمة هي صورة سلبية لمواطن غير مسئول سهل التأثير عليه من جماعات المصالح وأصحاب النفوذ, وغير مؤهل ثقافيا وسياسيا للمشاركة في عملية اتخاذ القرار وصياغة اولويات التنمية المحلية علي المستوي المحلي. وقال نبيل مرقص ان اهداف التخطيط بالمشاركة تتضمن الوفاء باحتياجات المواطن المحلي من الخدمات الاساسية حفز طاقات المواطنين المحليين والقيادات الطبيعية علي المساهمة ماديا وفكريا في عملية التنمية الدفاع عن حقوق المواطنين المحليين في مواجهة أصحاب النفوذ وشبكات المصالح, وضمان التوزيع العادل للموارد والمخصصات المالية للمحليات وتعظيم فرص الحوار السياسي الديمقراطي علي المستوي المحلي وتعظيم فرص التعبير الثقافي عن الهوية المحلية المتفردة( المواطنة الثقافية) وإضفاء مزيد من المشروعية علي آليات الحكم المحلي وعلي النظام السياسي الحاكم من خلال موازنة آليات الديمقراطية التمثيلية ذات الطابع النخبوي بآليات ديمقراطية مباشرة تنفتح علي عموم المواطنين.