بداية من مساء اليوم الثلاثاء يتنافس48 شاعرا من10 دول عربية, علي الفوز بخمسة عشر مليون درهم إماراتي, والأهم من المبالغ المالية الضخمة والمغرية هو الفوز بمحبة الجمهور الذي يسهم أيضا في الاختيار, عبر التفاعل والمتابعة لحلقات برنامج شاعر المليون. وفي مجلس محمد خلف بأبوظبي حيث عقد المؤتمر الصحفي الذي يمهد للبرنامج نظمت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي معرضا رمزيا للتراث العربي المسكوت عنه, ويضم خريطة العالم التي وضعها الجغرافي أبو عبد الله محمد الإدريسي, وصفحات من كتب علمية في الرياضيات والعلوم الطبيعية, وتصورا لتشريح الجسد البشري, وغيرها من وجوه التراث العربي الذي تم تجاهله لصالح لون تراثي واحد يختزل الذاكرة العربية في نهج فقهي واحد, في حين تتعدد وجوه التراث من الفلسفة إلي الرياضيات والفلك والطب, في تجاور يؤكد الثراء الذي تمتع به العرب وتمكنوا به من تذليل الطبيعة. ومن وجوه هذا التراث الشعر الشعبي, حامل أشواق الروح, ومن هنا انطلق برنامج شاعر المليون المتخصص في الشعر النبطي, وتبدأ مساء اليوم من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي, أولي حلقات البث المباشر لموسمه الثامن, والذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي. وتبث حلقات شاعر المليون علي مدي15 أسبوعا عبر قناة الإمارات وقناة بينونة في العاشرة مساء كل ثلاثاء. الليلة يتنافس ستة شعراء: نبهان الصمتي من سلطنة عمان, وعمي الغياث من الأردن, ومساعد بن عريج العجمي من الكويت, ونواف التركي الظفيري وتهاني التميمي من السعودية, وعبيد بن خصيف الكعبي من الإمارات. أما قائمة المتنافسين فتضم48 شاعرا:5 من الإمارات, و16 من السعودية, و9 من الكويت, و3 من البحرين, و3 من سلطنة عمان, و5 من الأردن, و3 من سوريا, وشاعرين من العراق, وشاعرا من مصر وشاعرا من واليمن. القائمة النهاية التي تضم48 شاعرا تم اختيارها من بين الآلاف من الشعراء الذين تقدموا للمشاركة, كما أوضح سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر وعضو لجنة التحكيم, إذ يمثل برنامج شاعر المليون منصة جاذبة للشعراء المبدعين في مجال الشعر النبطي, واستقر الأمر علي اختيار150 شاعرا خضعوا لاختبارات أمام اللجنة, ومنهم تم اختيار القائمة النهائية48 شاعرا تمكنوا من الوصول بجدارة لهذه المرحلة الأهم في ظل منافسة شديدة, مما يبشر بموسم شعري ثامن غني بالإبداع. وتجدر الإشارة إلي أن الشعراء المرشحين استفادوا من مسيرة البرنامج التي شكلت لهم علي مدي المواسم السابقة مدرسة نقدية في تقنيات وأساليب ومضامين الشعر النبطي علي مستوي الوطن العربي علي اختلاف لهجات الشعراء وقدراتهم الإبداعية. ويمنح البرنامج جوائز ومكافآت قيمة للشعراء الخمسة الفائزين بالمراتب الأولي تصل إلي15 مليون درهم إماراتي, حيث يحصل الفائز بالمركز الأول علي لقب شاعر المليون إضافة إلي بيرق الشعر و5 ملايين درهم إماراتي, بينما يحصل الفائز بالمركز الثاني علي4 ملايين درهم, والثالث علي3 ملايين درهم, والرابع علي مليوني درهم, والخامس علي مليون درهم إماراتي. و نبه اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي إلي أن أجندة أبوظبي الثقافية تنطلق من إدراك المخاطر التي تواجه التراث الثقافي, وصونه في عالم يتغير بسرعة كبيرة.. وبما يهدف لتعزيز جهود الحفاظ علي هوية وثقافة شعب الإمارات, ودعم وتشجيع الروح الإبداعية للشباب في كافة ميادين الثقافة. وقال عيسي سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة إن رؤية واستراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي, تتمثل في تعزيز وترسيخ قيم الموروث لدي الأجيال الجديدة, وأن الشعر النبطي أدب عريق, وهو وثيقة تاريخية تؤكد أصالة هذه الأرض الطيبة وجذورها العريقة.. وقد شكل علي الدوام ثروة أدبية ثقافية عبرت عن واقع الحياة والمجتمع. وقد أصبح برنامج شاعر المليون ركيزة من ركائز الثقافة الخليجية والعربية, ويساهم في توثيق مسيرة الشعر النبطي ودراسته ونشره. وأضاف أنه منذ عام2006, فقد تألق برنامجا شاعر المليون وأمير الشعراء في سماء الثقافة والإعلام, من أبوظبي صوب الملايين من عشاق الشعر النبطي والشعر الفصيح, ونجح البرنامجان في تقديم569 شاعرا للجمهور العربي.