تعد مشكلة الازدحام المروري من أهم المشكلات التي تعاني منها مدينة الإسكندرية والتي تتفاقم سنة تلو الأخري لتتحول إلي أزمة مستعصية حتي أطلق علي عدد من المناطق الجراج الكبير. المواطن سواء المترجل أو قائد السيارة يصرخ من المعاناة المرورية التي تستنزف وقته وجهده.. وعلي الجانب الآخر يؤكد المسئولون أنه لا توجد أزمة مرورية في الشارع علي الإطلاق وأن هناك جهودا مبذولة وخططا وحلولا مطبقة علي أرض الواقع تؤكد عدم وجود ازدحامات أو اختناقات مرورية بل إن المرور يتميز بسهولة الحركة والانسيابية....تناقض واضح بين الصرخات والتصريحات يفصل فيهما الواقع الذي تشهده شوارع الإسكندرية والذي يعيشه المواطن بصورة يومية وأصبح جزءا من مفردات حياته. الاهتمام بالكورنيش فقط يقول سمير متولي عبده- موظف-: تحولت الإسكندرية في السنوات الأخيرة الي جراج كبير ففي معظم ساعات النهار تزدحم الشوارع بشكل مخيف وتتوقف حركة سير السيارات تقريبا ونشعر بأننا سجناء بالسيارات سواء الملاكي أو النقل العام أو الميكروباصات.. ولم يعد بالإسكندرية ساعة ذروة بل أصبحت الشوارع تعج بالسيارات والارتباك المروري علي مدار اليوم.. وتزداد الأزمة خلال شهور الصيف وتتحول إلي مأساة.. مشيرا إلي اهتمام المسئولين بكورنيش البحر دون غيره.. حيث أنشئت به الأنفاق ووضعت عليه الإشارات الإلكترونية إضافة إلي الاهتمام بالإنارة والصيانة.. وعلي الرغم من ذلك نشهد تكدسا مروريا علي طول الكورنيش معظم الأوقات خاصة بمناطق المنشية ومحطة الرمل وسيدي جابر ومصطفي كامل وأيضا سيدي بشر وميامي. مناطق غرب مأساة أما عبد السلام الشناوي- محاسب فيقول إن المواطنين القاطنين أو المترددين علي مناطق غرب الإسكندرية يعيشون رحلة عذاب يوميا بسبب الازدحام المروري الرهيب خاصة بداية من القباري وحتي مدخل البيطاش والهانوفيل العجمي وصولا إلي بوابة الكيلو..21 فالمشهد هناك لا يتصوره عقل.. تكدس مروري.. سيارات الميكروباصات تسير بسرعة جنونية وقائدوها لا يبالون بالقانون.. فوضي التوك توك.. سيارات تسير عكس الاتجاه وذلك في غيبة شبه تامة لرجال المرور. لا توجد أزمة حملنا شكاوي المواطنين إلي اللواء جمال إبراهيم مدير إدارة المرور بالإسكندرية والذي بادرنا بقوله: لا توجد أزمة في المرور بل إن الحركة المرورية تسير بانسيابية وسلاسة هذا ما تؤكده الكاميرات الموجودة داخل مكتبه ويتابعها علي مدار الساعة.. ويواصل: قمنا بتركيب(122) إشارة ضوئية لمتابعة الحركة المرورية بشوارع الإسكندرية والتي ساهمت بشكل كبير في الحد من الاختناقات والحوادث وأيضا المخالفات.. وهناك(76) كاميرا لمراقبة السيارات المخالفة وفي هذا الصدد هناك نظام جديد في متابعة المخالفة منذ التقاط الكاميرات لها وبعدها نرسل رسالة للمواطن المخالف علي هاتفه المحمول نخبره بمخالفته للمرور وهذا يتم بالتنسيق مع إدارة نظم ومعلومات المرور... وفيما يتعلق بحل الأزمة المرورية فهناك حلول عاجلة وأخري آجلة.. أما العاجلة فتتمثل في فتح المحاور بكامل طاقتها عن طريق إزالة الإشغالات ورفع الانتظار وهذا منع الاختناقات المرورية.. وبالنسبة للآجلة فلابد من وضع خطة لحل الأزمة نهائيا خاصة بطريق الكورنيش بدءا من طريق سيدي بشر فهناك أربعة تقاطعات تسبب أزمة مرورية وفي حاجة إلي حلول هندسية.. وهناك دراسات وخطط نعمل علي تنفيذها للقضاء علي الاختناقات في جميع الشوارع. المحمودية محور جديد ويضيف اللواء جمال ابراهيم بقوله: أعطت القيادة السياسية أولوية مطلقة للأزمة المرورية بالإسكندرية عندما صدرت الأوامر بتطوير ترعة المحمودية وإنشاء محور مروري جديد عليها و(27) محورا عرضيا بالتنسيق مع الجهات المعنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وسيبدأ العمل بها خلال الشهر الجاري علي أن ينتهي العمل في المشروع بعد عام من الآن وبهذه سيتم القضاء علي الاختناقات المرورية. الطرق عامل رئيسي وحول حالة الطرق المتردية في معظم المناطق والتي تعد أحد أسباب الأزمة أكد المهندس محمد السيد مدير مديرية الطرق بالإسكندرية أن معظم الطرق الداخلية بها أعمال حفر لتوصيل المرافق للمباني المخالفة التي أصبحت ظاهرة وتفشت بصورة مخيفة.. بالإضافة إلي كسر مواسير المياه بسبب تهالك الشبكات كل ذلك له تأثير سيئ علي الطرق وبالتالي علي الحالة المرورية التي تشهد ارتباكا.. وللتغلب علي هذا الأمر لابد من القيام بتنفيذ بعض المشروعات مثل إقامة كباري وأنفاق خاصة في المناطق التي بها تقاطعات مع ترام الرمل وترام المدينة وأيضا قطارات السكة الحديد وهو أمر ضروري وملح نظرا للزيادة الكبيرة في عدد السيارات بشوارع المدينة.. وهذا يتطلب ميزانية كبيرة.