تمرد علي مصدر دخله كعامل دباغة بمنطقة مصر القديمة المشهورة بانتشار ورش الدباغة خاصة بعد أن مرت سنون عمره سريعا وبلغ عقده الخامس دون أن يجني شيئا من حطام الدنيا سوي حكمين بالحبس فبدأ يبحث عن أي طريق لجلب المال بعد أن عاد بذاكرته إلي الوراء ومرت مشاهد بؤسه وشقائه طوال أعوام مضت كالومضات سريعا عاد بعدها إلي واقعه المرير. طال بحث مسعد عن طريق يدر عليه المال غير أن كل الأبواب كانت موصدة أمامه وفجأة ودون مقدمات استقرت عيناه أسفل قدميه في المنزل القديم الذي يقيم به بمنطقة مصر القديمة مسيطرة عليه هواجس أن المنزل تقبع أسفله كنوز فرعونية وسريعا بدأ يفكر في كيفية التنقيب عن الآثار المدفونة واستخراجها إلا أنه تخوف من افتضاح أمره وما يتبعه من القبض عليه وإيداعه السجن. مرت الأيام تتبعها الشهور وهو علي حاله يكافح من أجل لقمة العيش إلي أن قص عليه أحد معارفه بأن أقصر الطرق وأيسرها لجلب المال التنقيب عن الآثار خاصة أن هناك العديد من أصدقائه يعيشون حياة رغدة وينعمون بالأموال بعد أن تمكنوا من استخراج بعض القطع الأثرية من ذات المنطقة التي يقيم بها. عاد مسعد إلي هواجسه القديمة وسيطرت علي جميع حواسه هذه المرة; حيث بحث عمن يساعده في استخراج الكنز المدفون فقرر الاستعانة بابنيه إسماعيل وأحمد واثنين من معارفه; حيث سرد لهم ما يدور بخلده وأنه طريق سريع للثراء وأن أمرهم لن ينكشف وجميع أحلامهم ستتحقق. بدأ الخمسة في جلب العدد والأدوات التي تساعدهم في التنقيب عن الآثار وبدأوا خلسة في الأوقات المتأخرة من الليل في الحفر أسفل المنزل إلا أن أحلامهم ذهبت أدراج الرياح بعد أن تم القبض عليهم أثناء ارتكاب جرمهم. كانت معلومات سرية قد وردت إلي المقدم إيهاب الصعيدي رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة مفادها قيام كل من مسعد إسماعيل51 سنة عامل دباغة ومقيم حارة درغام أكشاك أبو السعود والمطلوب التنفيذ عليه في حكمي حبس سرقة بإجمالي حبس11 شهرا ونجليه إسماعيل25 سنة عامل دباغة وأحمد18 سنة عامل وصالح عرفات41 سنة عامل دباغة وطه صالح20 سنة عامل دباغة وجميعهم مقيمون بذات العنوان بالتنقيب عن الآثار بالعقار سكن الأول. بعرض المعلومات علي اللواءين محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ونبيل سليم مدير المباحث الجنائية أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد حمدي النهري مفتش المباحث ضم ضباط مباحث مصر القديمة بقيادة المقدم إيهاب الصعيدي رئيس المباحث للقبض علي المتهمين. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة تحركت مأمورية من رجال مباحث القسم وباستهداف العقار تم ضبطهم أثناء قيامهم بأعمال حفر داخل العقار وعثر بداخله علي حفرة قطرها11.5 متر بعمق7 أمتار وأدوات تنقيب عبارة عن هلتي دقاق وكوريك حديدي و2 أزمة حديدية ومسطرين وأجنة حديدية. وباقتيادهم إلي ديوان القسم ومواجهتهم أمام العميد محمد الشرقاوي رئيس القطاع اعترفوا بارتكاب الواقعة بقصد التنقيب عن الآثار, تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.