علي الرغم من التفاؤل الذي بعثه المبعوث الأممي الحالي إلي ليبيا غسان سلامة عبر تحركاته وجولاته الداخلية أو عبر العواصم الأوروبية والعربية إلا أن عملية التسوية السياسية بين الفرقاء الليبيين لا تزال متعثرة في ظل غياب إدارة سياسية لإنهاء حالة الانقسام التي يعاد إنتاجها علي مدار المراحل الانتقالية المتتالية التي تشهدها ليبيا منذ سقوط نظام العقيد القذافي, وفي حين يظل ملف التسوية السياسية أحد محاور الأزمة الليبية التي تشهد صراعات مركبة.. وفي هذا السياق.. يسعي المبعوث الأممي إلي ليبيا في إطار خطة العمل من أجل ليبيا إلي البحث عن بدائل تكون مخرجا لحالة الانسداد السياسي المستمرة وتشكيل حكومة لمعالجة الأوضاع المعيشية المتردية قبل الدعوة لمؤتمر وطني جامع خلال العام المقبل لحسم القضايا الرئيسية وفي مقدمتها المصالحة الوطنية والدستور ووضع إطار حاكم لقوانين الاستفتاء علي الدستور والقوانين الانتخابية وتوقيع مختلف الأطراف علي الالتزام بما سيجري التوافق عليه مستقبلا لضمان عدم الإخلال بأي تفاهمات يجري الإعداد لها. لكن التطورات السياسية والأمنية في ليبيا لاتزال غامضة وربما تأتي بمفاجآت من شأنها إرباك الخطة الأممية الرامية للتسوية وذلك في ظل استمرار كل طرف علي المضي قدما دون أي اكتراس بمواقف بقية الأطراف ولا بمبدأ الشراكة المتضمن في الاتفاق السياسي.