أرسل فضيلة الإمام الأكبر دأحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف تهنئة للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان والإخوة المسيحيين في العالم بمناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد السعيدةقائلا في رسالتةلبابا الفاتيكان:إنا لنأمل في هذه المناسبة الطيبة أن يرعي الله خطواتنا المشتركة نحو ترسيخ فلسفة العيش المشترك بين الناس, وإحياء منهج الحوار, واحترام عقائد الآخرين, ونشر ثقافة التسامح والسلام, وتنقية الأديان مما علق بها من فهوم مغلوطة, وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث علي العنف. وأشاد فضيلته بجهود بابا الفاتيكان من أجل إيقاظ الضمير الإنساني لرفع المعاناة عن الفقراء والبؤساء والمستضعفين في العالم, داعيا الله أن ينعم علي البشرية جمعاء بنعمتي الأمن والسلام, وأن يديم عليكم الصحة والعافية. وفي السياق نفسه أكد مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية, أن تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم جائزة, وأنها تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم, كما أنها تدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب, وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعا دون تفرقة, خاصة معإخوتنا المسيحيين الذين هم شركاء في الوطن. وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية, إلي أن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتوافق مع مقاصد الدين الإسلامي ويبرز سماحته ووسطيته, وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة في الوطن, والحفاظ علي اللحمة الوطنية, ووصل الجار لجاره, ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات. وتأتي فتوي جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم, ضمن الحملة التوعوية التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية, تحت عنوان: شركاء الوطن, وذلك تزامنا مع بدء احتفالات الإخوة المسيحيين بأعيادهم. وتهدف الحملة إلي ترسيخ مبادئ المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد; بالإضافة إلي إظهار صورة الإسلام الوسطي الصحيح, وإبراز تعاليمه السمحة التي شرعها لأتباعه فيما يتعلق بالتعامل مع أهل الكتاب, وتفنيد جميع الشبهات التي تثيرها عناصر الجماعات الإرهابية والمتشددة ضد الإخوة المسيحيين, وما شابه ذلك من مزاعم وادعاءات الإسلام منها بريء. وتوضح حملة شركاء الوطن, الحقوق الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لأتباع الأديان السماوية في الدول الإسلامية, وأحكام التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء, وتهنئتهم بأعيادهم, وزيارتهم, وأكل طعامهم, واحترام مقدساتهم, وترد بشكل مفصل علي الفتاوي الشاذة والمتطرفة التي يطلقها البعض في هذا السياق, وغير ذلك من القضايا المهمة التي تشغل الأذهان, والتي تتجدد علي الساحة في بداية كل عام ميلادي, كما تلقي الضوء بشكل تفصيلي علي العديد من المصطلحات علي رأسها: المواطنة, والذمة, والجزية. ومركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية يطلق هذه الحملة لتصحيح مفاهيم خاطئة والرد علي فتاوي شاذة ومتطرفة مطالبا الجميع أن يكفوا ألسنتهم عن إطلاق الأحكام الشرعية دون سند أو دليل, وأن يتركوا أمر الفتوي للمتخصصين من العلماء, وألا يزجوا بأنفسهم في أمور ليسوا لها بأهل, وأن يتوقفوا عن إشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد, وأن يتركوا الجميع ينعمون بطيب العيش تحت ظلال المواطنة والعيش المشترك. كما أكدت دار الإفتاء المصرية أن تهنئة غير المسلمين في أعيادهممن باب البر الذي تأمرنا به الشريعة الإسلامية الغراء. وقالت دار الإفتاء في فتواهاالتي جاءت ردا علي فتاوي المتشددين التي تحرم تهنئة الأقباط وغير المسلمين في أعيادهم: أنه يجوز شرعا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم باعتباره من باب البر الذي تأمرنا به الشريعة الإسلامية.