أنا عندي16 سنة ولسه مرتبطتش لحد دلوقتي تفتكروا ده طبيعي.. كان هذا نص رسالة بعثت بها إحدي الفتيات في صيغة مشكلة موجهة لصفحة علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في محاولة للحصول علي نصيحة مجدية لحالتها, ورغم أن البعض تعامل مع الرسالة في إطار السخرية والمزح إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الإشارات والدلائل علي احتلال شريحة جديدة لمواقع التواصل الاجتماعي إلي جانب الشباب في سن العشرين وما يزيد, شريحة لا تزال تذهب يوميا إلي المدرسة وتستقطع جزءا كبيرا من يومها للدروس الخصوصية والاستذكار والاستعداد للاختبارات ولكن زاد علي هذا النشاط المعتاد أوقات التواصل الاجتماعي. ولأن حديثنا علي النساء أو بالأحري الفتيات سنخصص جزءا لمستخدمات فيسبوك وتويتر من فئة الunderage حيث بدأن تدشين واستخدام حساباتهن منذ سنوات لدرجة تخطي بعضهن السن المصرح له بالتسجيل علي موقع التواصل الاجتماعي بتسجيل عمر مصرح له بالدخول, وسيكون الحديث عن حسابات الفتيات دون المستخدمين من الصبية الصغار والأولاد في سن المراهقة بعيدا عن العنصرية أو التفرقة وفي إطار الاعتراف وعدم إنكار حقيقة تأثير التواصل الافتراضي علي البنات بشكل أكبر. وبإجراء عملية بحث سريعة علي عدد من الحسابات الشخصية لفتيات تتراوح أعمارهن ما بين العاشرة والسادسة عشرة تبين وجود مجموعة من السمات المشتركة مثل مشاركة بعض الصور المدرسية والسخرية من الدروس الخصوصية وضغطها ومعاملة أولياء أمورهم معهم, بالإضافة إلي بعض السلوكيات الفردية كمشاركة بعضهن لمنشورات تتناول تعليقات عن الحب والارتباط والزواج. وهو ما يفسره الدكتور محمد عبد السميع رزق أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة المنصورة في إطار العدوي الانفعالية مؤكدا تأثير مواقع التواصل الاجتماعي علي الفتيات والشباب في سن المراهقة ومن هم أصغر بصورة سلبية لأنها أشبه بغرف مغلقة لا يعلم أحد ما بداخلها ولا يضمن أحد صدق الموجودين فيها. ويشير إلي ما ينتج عن ذلك من انحراف خلقي وسلوكي بعد أن أصبح التليفون المحمول جزءا أصيلا في يومياتهم فنادرا ما توجد فتاة في المدرسة لا تمتلك تليفونا بالمواصفات الحديثة لضمان اتصالها الدائم بالإنترنت, ويشدد رزق علي عدم مراقبة الأهالي لما يفعله أبناؤهم علي هذه المواقع مما جعلهم في عالم مفتوح يتم إغلاقه عليهم جيدا وهم بداخله, وهو ما يمكنهم من التواصل مع أي شخص في أي وقت ومن أي مكان خاصة أن الفتيات بشكل خاص يتعاملن داخل عالم ينتهج اللغة المحببة والمقربة إليهن وكذلك وسائل الإغراء التي تؤتي بهن, وهو ما يظهر في أحاديثهن عن الارتباط الذي بات الحديث عنه لا يتناسب حتي مع أعمارهن علي حد قوله.