وقعت مؤخرا علي طريق القاهرةالاسكندرية الصحراوي واحدة من أبشع حوادث الطرق في مصر التي سمعنا عنها مؤخرا بسبب الشبورة المائية التي تحجب الرؤية عن قائدي المركبات لأمتار عدة تزيد بزيادة كثافة الشبورة المائية. وخلفت الحادثة عددا كبيرا من الخسائر البشرية والمادية في آن واحد ومن خلال الصور التي قام برفعها عدد من مستخدمي الانترنت وتحديدا الفيسبوك يمكن للمرء أن يقف علي الحجم الحقيقي للكارثة التي وقعت هناك. وعلي الرغم من أنه ليس بجديد علي مسامعنا أو عيوننا أن نسمع عن حوادث الطرق الصحرواية وبشاعتها,إلا أن هذا الحادث يعد هو الأفظع من بينها علي الاطلاق لاسيما وأن طريق مصر الاسكندرية الصحراوي يدرك كل من ارتاده في الظروف الطبيعية مدي شعوره بالأمان عليه, حيث خصصت به حارة لعربات النقل الثقيل والخفيف والتي كانت كثيرا ما تتسبب في مثل تلك الحوادث ليس فقط علي الطرق الصحراوية ولكن علي المحاور المرورية الأخري سواء داخل او خارج القاهرة او بقية المحافظات.. وهنا لا يمكن إغفال ذلك الدور الذي لعبته وزارة الداخلية عبر ما بها من إدارات للمرور حيث شنت حملة حامية الوطيس للكشف علي سائقي النقل بكافة انواعه شملت فيما شملت سائقي اتوبيسات تلاميذ المدارس للوقوف علي مدي خلوهم من اي آثار لمواد مخدرة أثناء القيادة. وبالفعل تمكنت وزارة الداخلية من ضبط الأمور في هذا السياق وهذا ما تثبته بعض التقارير والاحصائيات الصادرة بشأن نسب عدد الوفيات بسبب حوادث الطرق في مصر سواء كانت حوادث مركبات ام قطارات. ولكن الحادث الذي وقع مؤخرا محل حديثنا في هذا المقال لعبت فيه الظروف الجوية دور البطل فلا يمكن هنا أن نشير بأصابع الاتهام إلي أحد بعينه أو حتي مؤسسة حكومية فالشبورة المائية علي الطرق السريعة والطويلة أمر يكثر في شهور الشتاء ولا تألو وسائل الإعلام جهدا في إطلاق التحذيرات الصباحية عبر البرامج المختلفة وفي مثل تلك الحوادث غالبا ما يكون استهتار قائدي السيارات بالشبورة المائية هو المتسبب الأول, كما أن السعي وراء الرزق لجلب القوت اليومي يلغي في ذهن كثير من قائدي المركبات فكرة الوقوف والتمهل لحين انكشاف الشبورة ومن ثم وضوح الرؤية, وحينها يصبح قرار الاستمرار في القيادة قرارا شخصيا صرفا لا يمكن لأحد أن يتدخل فيه إلا قبل أن يبدأ وأعني قيادة الطرق السريعة التي يمكنها وحدها غلق الطريق من كل مداخله ومخارجه حرصا علي حياة المسافرين وقائدي المركبات في آن واحد وهو الأمر المنوط بها. ورغم أعترافنا بأن قيادة الطرق السريعة ذات مسئولية تامة عن الطريق وتأمينه وتأمين المسافرين عليه, إلا اننا لا يمكننا أن نغفل أن المسئولية هنا تصبح مشتركة بينها من جهة وبين قائدي المركبات من جهة اخري من منطلق أن رب العالمين قد أمرنا بألا نرمي بأنفسنا في التهلكة. وعلي كل حال فيمكن أن تضع قيادات الطرق السريعة عن مداخلها عبر شاشات عرض موجودة بالفعل بيانات ومعلومات مكتوبة عن حالة الطريق الذي يعتزم قائدو المركبات السير عليه. وأقترح أيضا أن تقوم القيادة بتزويد الطرق ببعض مصابيح خاصة بكشف الشبورة ومساعدة من فاجأته الشبورة أثناء السير علي أن تعمل تلك المصابيح تلقائيا مع ظهور الشبورة المائية.