من المتصور أن يستغرق رصف طريق دولي يربط بين عدة دول عشر سنوات, ولكن من غير المعقول أن يستغرق رصف طريق لا يزيد طوله علي52 كيلومترا أكثر من عشر سنوات, وهذا الطريق لا يوجد في كوكب آخر, أو في بلاد ما وراء الشمس, ولكنه يوجد في شمال محافظة الجيزة واسمه طريق المناشي الخطاطبة, وتشرف علي تنفيذه الهيئة العامة للطرق والكباري, ويربط بين قري شمال الجيزة والخطاطبة وكفر داود بمحافظة المنوفيةالبحيرة سابقا. فمنذ ما يقرب من عشر سنوات عمت الفرحة والسعادة بين أهالي قري شمال محافظة الجيزة التابعة لمركز ومدينة منشأة القناطر, والتي تضم قري نكلا والقطا والحاجر ووردان وبني سلامة وأتريس وأبوغالب والرهاوي وكفر حجازي لإدراج الطريق في خطة الرصف, ولكن مع طول مدة التنفيذ التي تجاوزت السنوات العشر حتي الآن, واستخدام مواد غير مطابقة للمواصفات في رصف وازدواج الطريق, أصيب أهالي هذه القري التي يتجاوز عددهم نحو نصف مليون نسمة, بخيبة أمل كبيرة. ومما زاد الطين بلة, أنه ليست هناك بادرة أمل في افتتاح الطريق قريبا وتشغيله في الاتجاهين, وإزالة الإشغالات والتعديات الواقعة علي جانبيه, ونأمل في أن يتحرك كل من المهندس النشيط مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة, واللواء كمال الدالي محافظ الجيزة لحل مشكلة هذا الطريق المزمنة رحمة بأهالي هذه القري المظلومة. ويعد هذا الطريق نموذجا صارخا للفساد والروتين والبيروقراطية الموجودة في أروقة ودهاليز دواوين الحكومة والمحليات, لذا أطالب بأن تشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة علي كل مشروعات الرصف للطرق الحيوية التي تربط بين المحافظات; حتي يتم تنفيذها في مواعيدها المحددة وبمواصفات قياسية, وحتي لا تتكرر مأساة هذا الطريق التي تحتاج إلي معجزة إلهية. ولا تقف معاناة سكان هذه القري المنسية عند طريق المناشي- الخطاطبة فقط, بل توجد مشكلات أخري لا حصر لها, من بينها عدم وجود أتوبيسات نقل عام لربط هذه القري بمدينة الجيزة; حيث تنتهي خدمة النقل العام عند المناشي, وأنا علي يقين أنه لو شاهد الدكتور هشام عرفات وزير النقل والمواصلات طوابير الطلبة والموظفين علي مواقف الميكروباص بهذه القري كل صباح, لأمر علي الفور بمد خط سير أتوبيس214 إلي قرية بني سلامة مرورا بقري نكلا والقطا وأبوغالب والحاجر ووردان وأتريس. ومن عشرات السنين وأهالي هذه القري يطالبون بإقامة كوبري علي الرياح البحيري عند محطة أبوغالب ليربط الكتلة السكنية بهذه القري بآلاف الأفدنة الزراعية المستصلحة غرب الرياح البحيري, ولكن لا حياة لمن تنادي, وللأسف الشديد تكررت وعود المحافظين بإنشاء الكوبري مع كل حادث غرق يروح ضحيته العشرات, بسبب بعض المعديات المتهالكة التي تعمل بين ضفتي الرياح البحيري, والفضل يرجع لمسئولي إدارة الملاحة الذين يمنحون الموافقات الفنية للمعديات المتهالكة نظير المعلوم, حتي تعوم فوق جثث الأبرياء. ونظرا لتغلغل الفساد داخل أروقة الوحدات المحلية بهذه القري ووصوله إلي الحلقوم, نجد أن مداخل القري تحولت بين غمضة عين وانتباهتها, إلي حفر وبرك ومطبات, بسبب عدم إعادة الشيء لأصله بعد عمليات توصيل المياه والكهرباء, وطرق مداخل قري أبوغالب والعزبة الجديدة والشون والقطا والرهاوي خير شاهد علي ذلك, ناهيك عن طريق برقاش الخطاطبة الغربي والطرق المؤدية إلي معهد السكة الحديد بوردان ومدرسة الصنايع بأبوغالب. ومن هنا أناشد اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة بالتدخل لحل مشكلات هذه القري, وتحقيق حلمها في إقامة كوبري علي الرياح البحيري وتوصيل الصرف الصحي لهذه القري المحرومة, كما أناشد اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بالتدخل من أجل افتتاح السجل المدني بقرية أبوغالب, بعد أن قام أهل الخير من أهالي القرية بتجهيز المقر, ولم يتبق سوي تشغيله.