توقفت أمام خبرين تداولتهما وسائل الاعلام خلال الاسبوع الماضي. الاول: تبرع كنيسة ب10 آلاف جنيه لترميم مسجد الروضة الذي شهد حادثا ارهابيا قاسيا. والثاني: اعلان وزيرة التخطيط ارتفاع نسبة نمو الاقتصاد المصري في الربع الاول من عام2017 م الي5.2% بالمقارنة بنسبة نموه في الفترة نفسها من2016 م حيث بلغت3.2%. الخبر الاول وجه ضربة قاصمة الي الارهاب والإرهابين وارسل رسالة مفادها أن الارهاب لن يفلح في شق الوحدة الوطنية واحداث الفتنة التي سعوا الي تكريسها منذ قيامهم باعمالهم الارهابية الدنيئة في تسعينيات القرن الماضي حتي الان. وقف القسيس معلنا تضامنه مع اخوانه المسلمين في اعادة ترميم المسجد الذي استهدفته يد الارهاب الغاشمة. وسيسطر التاريخ هذا الموقف بحروف من نور تؤكد صلابة النسيج الوطني للشعب المصري. وقد هدف الارهابيون من حادث مسجد الروضة الدموي أن يشقوا وحدة صف المصريين ولكنها زادت صلابة ومتانة بالضبط كما حدث في حادث الكنيسه البطرسية فقد هبت الهيئة الهندسية ورجال أعمال وطنيون لإعادة وترمبم الكنيسة في وقت قياسي. حادث مسجد الروضة علامة فارقة في تحدي المصريين جميعا للارهاب واظهار مدي قوتهم وصلابتهم في مواجهة قسوة وغلظة قلوب الارهابيين, استطاع المصريون توجيه رساله لهم باننا جميعا خلف قوانتا المسلحة وشرطتنا الوطنية للقصاص من هؤلاء القتلة واستئصال شأفتهم من كافة ارجاء الوطن, ولا أذيع سرا عندما أقول إن جميع شيوخ وعواقل قبائل سيناء عقدوا العزم علي الوقوف خلف قواتهم المسلحة واجهزتهم الامنية لاصطياد كل دخيل بينهم من الارهابيين. واقول إنه رغم قسوة حادث مسجد الروضة فان نتائجه الايجابية التي أظهرت المعدن الحقيقي للمصريين هي من اعظم التجليات وسنري قريبا نتائج هذا الاصطفاف الوطني في دحر الارهاب ومن يخططون له والمرتزفة الذين ينفذون جرائم خسيسة. وكما تقول الحكمة( رب ضارة نافعة). الخبر الثاني أعادني للوراء عشر سنوات, ففي عام2007 اعلن احمد نظيف رئيس الوزراء وقتها أن نسبة نموالاقتصاد المصري بلغت7.2% ولكن الشعب لم يشعر بثمار هذا النمو لأنها كانت تصب في خزائن20 عائلة تتحكم في اقتصاد مصر وتحتكر مفاصله. اما الآن وقد تغيرت الاوضاع وذهبت القبضة الحديدية للعشرين عائلة فلماذا لايشعر المواطن بهذا النمو؟! التقي كثيرا من المواطنين من كل طبقات المجتمع الحديث الحاكم بينهم جميعا نعم نري مشروعات اقتصادية عملاقة تؤدي بالتبعية الي احداث طفرة في نموا الاقتصاد المصري ولكن هذا لاينعكس علي نمو الدخل الشهري للمواطن في اي طبقة من طبقات المجتمع. وهذا هو السؤال الذي يجب أن تجيب عنه الدكتورة وزيرة التخطيط ويشاركها الاجابة كل من وزير المالية ووزير الصناعة, عليكم ايها السادة الوزراء ان تصارحوا الشعب وهو شعب صابر ومستعد لتحمل المزيد من شظف العيش ولكن لابد ان يعرف المدي الزمني لصبره حتي يعرف ان هناك تحسنا سيطرأ علي مستوي معيشته في عام كذا ولوكان هذا العام سيأتي بعد عشر سنوات فقط, هو يريد أن يعرف كم من الوقت سيصبر حتي تتحسن احواله الاقتصادية ولكن لابد من مكاشفته ونقول له بقي من الزمن كذا عام وينتهي الامتحان الصعب الذي تجتازه بنجاح.