اتجه د. محمد اسحق إلي المتحف المصري بعد حصوله علي البكالوريوس بامتياز وتعيينه رئيسا لقسم النحت, باحثا عن جذور النحت المصري وسر هذه التماثيل العملاقة وجمالها, لكن من خلالها هويته وشخصيته النحتية والخروج من عالم الدراسة الأكاديمية والكلاسيكية إلي فضاء فسيح, إلي أن أصبح أول عميد منتخب لكلية التربية الفنية بجامعة حلوان, ثم عين عميدا لفترة ثانية بقرار رئيس الجمهورية وتحقق الهدف والحلم من أجل التغيير والتطوير حيث وفر فائضا للجامعة6 ملايين جنيه. يقول د.إسحق: إن أول مواجهه مع الجمهور والنقاد كانت من خلال معرض خاص استضافته نقابة التشكيليين عام1987, لتقديم رؤي فنية تحمل صبغة النحت الصرحي تعبر عن الأرض والإنسان والنبات والطائر حول القضايا المعاصرة, والسلام والتنمية والحرية, حيث ظلت هذه العناصر تنمو في إبداعاته من خلال رحلة البناء التشكيلي, وتمكن من تدشين أعمال صرحية تنفرد وتتلازم فيها العناصر الرمزية التي تستشرف المستقبل وتدعو إلي التفاؤل والأمل في رحله زمنية وبصمه تشكيليه وسط زملائه النحاتين المصريين والعالميين. ويضيف أنه تناول منذ البدايات موضوعات جادة ومتنوعة, باحثا عن حلول وصياغات متميزة وملائمة مع الفكرة والخامة والتقنية, وكان ما يشغله هي الفكرة النحتية لأعمال صرحية منبثقة من الأرض, تتعايش في الفراغ بين محدودية الارتباط بالأرض والانطلاق في الفراغ المطلق لتحمل أفكارا ورؤي تعبيرية حول جماليات ومفهوم فن النحت المعاصر. ويشير إلي أن العلاقة بين عالم النحت والرؤي البصرية تأتي منفردة وقد تجتمع مع عناصر أخري وفقا للفكرة المعبرة برمزيتها التشكيلية ودلالتها التعبيرية, فالطائر رمز يجمع بين القوة والانطلاق والحرية, والنبات يرمز للنمو والنماء, والسمكة ترمز إلي الخير والرزق والحياة, المرآة هي مصر الحضن والحصن والأمان والاحتواء, مؤكدا أن كلها عناصر لها مردود تشكيلي وتعبيري في أعمال تحمل البصمة الشخصية وطابع يجمع بين الهوية المصرية التي لها جذور من الفن المصري والتحام الفنان مع الطبيعة وتاريخه الحضاري ومخزونه البصري والثقافي القديم والمعاصر, فالإنسان محور الموجودات التي خلقت من أجله مضامين تعبيريه مرتبطة بجماليات الشكل ومقوماته وبنائه وهيئته.