في محاولة لتوحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب, انعقد أمس أول اجتماعات التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب في الرياض بحضور41 دولة تحت شعار متحالفون ضد الإرهاب, و خرج البيان الختامي لاجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف علي أن الإرهاب يمثل تحديا للأمن والسلم الدوليين, يتجاوز حدود الدول, وأصبح أشد فتكا من ذي قبل. وأكد وزراء الدفاع عزمهم علي تنسيق الجهود الرامية للتصدي للإرهاب من خلال العمل الجماعي المنظم, لوضع حد لمن يؤجج التطرف والطائفية, وأقروا آليات المواجهة الشاملة للإرهاب فكريا وإعلاميا وتمويليا وعسكريا. وعلي المستوي الفكري, شدد التحالف الإسلامي علي فضح أفكار التطرف ومناهجه والحد من انتشاره وتأثيره علي الأفراد والمجتمعات, مع إبراز قيم الإسلام المعتدل وقدرته علي التعايش مع الآخر. وفي المجال الإعلامي, قرر وزراء الدفاع استخدام وسائل الإعلام في مواجهة الدعاية الإرهابية وإيضاح شناعة أفعالها, وكشف أساليب الإرهابيين في الترويج وفضح معتقداتهم وتعرية تصوراتهم. وحول محاربة تمويل الإرهاب, أعلن وزراء الدفاع العمل علي تجفيف منابع تمويل الإرهابيين مع زيادة التنسيق وتبادل المعلومات والبيانات بين الدول في هذا المجال, وتطوير النظم والإجراءات الخاصة بحرمان الإرهاب من أي مصادر مالية. وعن التنسيق العسكري ضد الإرهابيين, أكد وزراء الدفاع أهمية المواجهة العسكرية للإرهاب في حفظ السلم والأمن إقليميا ودوليا. وأعربت دول التحالف عن التزامها بتأمين القدرات العسكرية والموارد اللازمة لإضعاف التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها. وشددت مصر علي أهمية مكافحة الإرهاب الذي يتمدد عبر الحدود مما يستلزم التنسيق بين الدول, وذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس وفد مصر, اللواء توحيد توفيق, معلنا العزم علي محاربة الإرهاب, مشيرا إلي أن الإرهاب يسعي إلي هدم الدول الوطنية, وإقامة خلافة أو ولايات محلها, مشيرا إلي أن ضعف وسقوط المؤسسات يخلف فراغا تستغله الجماعات الإرهابية, مؤكدا أن بعض الدول وفرت ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية, رافضا محاولات ربط الإرهاب بأي دين, وموضحا أن مصر تدعم وتحترم جهود السعودية في مكافحة الإرهاب. أما عن الجهد السعودي فجاء إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, في الكلمة الافتتاحية بأن أكثر من40 دولة ترسل إشارة قوية جدا للتعاون ضد الإرهاب, مؤكدا أن الإرهاب يشوه صورة العقيدة الإسلامية, وأن دول التحالف تقف إلي جانب مصر في حربها ضد الإرهاب والتطرف. وإلي ذلك, أعلن القائد العسكري للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب, الفريق رحيل شريف, أن التنظيمات الإرهابية تحاول ممارسة أعمالها الإجرامية تحت ستار الإسلام, مشيرا إلي أن مكافحة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيدا, وباتت قوات إنفاذ القانون في حاجة إلي استعدادات خاصة, مع ضرورة وضع منهج شامل لمكافحة الإرهاب. جاء أيضا تأكيد الوفد الإماراتي علي أن هزيمة الإرهاب إعلاميا وثقافيا مهمة بالقدر العسكري, فيما دعا وزير الإعلام الأردني, محمد المومني, وسائل الإعلام المعتدلة إلي تفنيد أكاذيب ومزاعم الجماعات الإرهابية. أيضا جاء تأكيد وزير الدفاع الكويتي علي ضرورة تحصين المجتمعات من أخطار الإرهاب, وضرورة التكاتف والتعاون بين الدول لمكافحته, فيما أفاد رئيس الوفد الباكستاني أن الخبرات التي طورتها إسلام آباد في مكافحة الإرهاب, تمكن باكستان من المساهمة في تعزيز خبرات معظم الدول في العالم الإسلامي.