يكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخطاء أسلافه من خلال إشعال حروب الشرق الأوسط التي تعد إيران المستفيد الأول من ورائها, وبينما تنشغل إيران بالتهام الدول في الشرق الأوسط, تأتي تحذيرات مدير المخابرات الامريكية الاسبق مايك بومبيو من أن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب, وأنها تملك الآن تأثيرا هائلا يفوق بكثير ما كانت عليه قبل ست أو سبع سنوات. وبلور بومبيو تعاظم الدور الإيراني من خلال التأثير علي الحكومة في بغداد, و تزايد قوة حزب الله في لبنان, إلي جانب دعم الحوثيين في اليمن, كما أن الشيعة العراقيين يقاتلون جنبا إلي جنب الآن علي الحدود في سوريا بمعني أن إيران أصبحت في كل مكان في الشرق الأوسط. لقد كانت أعظم هدية جيوستراتيجية من واشنطنلإيران هي إسقاط عدو إيران اللدود صدام حسين في عام2003, إدارة بوش لم تقتل صدام فقط, لكنها سلمت السلطة السياسية إلي الأغلبية الشيعية في العراق, التي تنتمي روحيا الي إيران علاوة علي انتظار شيعة العراق للتوجيه السياسي من طهران, كما سعت الميليشيات الشيعية العراقية للحصول علي مساعدة إيران للدفاع عن مجتمعاتهم, كما تدعم إيران قوات الحشد الشعبي في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي مما أدي الي تعاظم الدور الإيراني في العراق. وربما لم ينتشر تنظيم( داعش) الإرهابي في سوريا في عام2011, الا بعد سنوات من الجهود السرية التي تبذلها واشنطن وإسرائيل لتعزيز الانقسامات الطائفية داخل سوريا مما ساهم بشكل كبير في صعود القوي الاسلامية المتطرفة في سوريا, وفي نفس الوقت أدي الي تدخل إيران من خلال حزب الله لدعم النظام العراقي والوقوف في وجه القوي المتطرفة داخل سوريا وهكذا وجدت إيران لها موطيء قدم بسهولة داخل سوريا. وبدأت الدول السنية مثل تركيا وقطر في تمويل متمردين إسلاميين مسلحين في سوريا, بما في ذلك تنظيم القاعدة وحتي داعش, وأسفر ذلك عن مقتل مئات الآلاف من المقاتلين والمدنيين, وفرار ملايين اللاجئين, وتدمير العديد من المدن خاصة في العراقوسوريا, مما دفع إيران لارسال قوات الحرس الثوري المتشددة لدعم نظام الاسد. إيران أيضا هي الداعم الرئيسي لقوات الحوثيين القبلية التي اجتاحت شمال اليمن للسيطرة علي معظم أنحاء البلاد في أوائل عام2015, وإيران هي الفائز الوحيد في الصراع اليمني, حيث أنها توفر المساعدات والخبرة للحوثيين مع جهد ضئيل من جانبها, حيث لا تتكلف الجهد العسكري الذي تقوده السعودية وحلفائها ضد الحوثيين, حيث أن الغالبية العظمي من ترسانة الحوثيين تم الاستيلاء عليها من مخزونات الجيش اليمني.