منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما, تسعي إيران لفرض هيمنتها علي بغداد علي جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن البضائع الإيرانية تملأ الأسواق العراقية, كما تنتشر القنوات التليفزيونية المتعاطفة مع نظام الملالي في طهران, وأن كبار المسئولين في مجلس الوزراء العراقي يحظون بدعم إيران. وتسعي طهران لبناء ممر من طهران إلي البحر المتوسط لنقل الميليشيات والأسلحة لقوات بالوكالة في سورياولبنان وأبرزها حزب الله اللبناني الذي يحظي بدعم طهران. وقد زادت هيمنة إيران علي العراق من التوترات بين الشيعة والسنة داخل العراق. وعلي سبيل المثال تسيطر الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران علي محافظة ديالي العراقية, وشمل ذلك تهميش الأقلية السنية في المحافظة وتأمين الطريق إلي سوريا, وعلي الرغم من أن تنظيم داعش الإرهابي تمت هزيمته في المحافظة منذ عامين, فإن آلاف العائلات السنية تعيش في مخيمات قذرة لا تصلح للحياة, مما لا يزيد من الطائفية في العراق. وتعد المدارس العراقية جزءا من مخطط طهران للسيطرة علي الشباب, وتعليمهم المعتقدات الإيرانية, من خلال العراقيين الذين يدينون بالولاء لإيران, وقال الزعيم الإيراني الأعلي آية الله علي خامنئي لحيدر العبادي, رئيس الوزراء العراقي, في آخر لقاء لهما, إن الميليشيات الشيعية ظاهرة مهمة ومباركة, علي حد وصفه, وإنها سوف تلعب دورا مهما في حكم العراق بعد هزيمة( داعش), وهو تعبير يكشف عن الهيمنة الإيرانية علي العراق من خلال الميليشيات الشيعية. ويثير النفوذ الإيراني في المنطقة قلق الولاياتالمتحدةالأمريكية, حيث تتدخل إيران في لبنانوسوريا واليمن من خلال دعم الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية, مما جعل واشنطن تسعي لنقض الاتفاق النووي مع إيران عقابا لها علي نشر ودعم الإرهاب في المنطقة العربية, مما يؤثر علي مصالح واشنطن في الشرق الأوسط, وأصبح لا يخفي علي أحد دور الميليشيات الشيعية وتأثيرها في الصراع الدائر اليوم في العراقوسوريا, وأصبح في العراقوسوريا اليوم نحو40 ميليشيا شيعية مدعومة من جانب العراق, أبرزها فيلق بدر, وجيش المهدي, وعصائب أهل الحق, ولواء أبو الفضل العباس, مما يعكس مدي التوغل الإيراني في البلدين.