أكد خبراء الاقتصاد أن القمة الثلاثية التي ستشهدها العاصمة القبرصيةنيقوسيا, والتي تجمع بين مصر وقبرص واليونان, بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي, ورئيس قبرص نيكوس أنستاسياديس ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس, وهي القمة الخامسة تعتبر تتويجا للإرادة السياسية لتوحيد الرؤي لرعاية مصالح الدول وشعوبها وبصفة خاصة بعد اتفاقات ترسيم الحدود البحرية والتعاون المشترك وتحسن العلاقات الاقتصادية. وأكد السفير جمال بيومي, الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب, أن العلاقات بين دول مصر واليونان وقبرص ليست وليدة اللحظة, وإنما منذ مئات السنين, والتي تربطها حضارات شرق البحر الأبيض المتوسط, والتحام هذه الشعوب, مشيرا إلي أن مصر شهدت إقامة اليونانيين والقبارصة بها لفترات طويلة وبصفة خاصة في محافظة الإسكندرية, حيث كانوا يمتلكون القهاوي والمطاعم كأحد أبناء الشعب المصري, بينما يوجد في اليونان حاليا أكثر من80 ألفا من الجالية المصرية, وتتم مراعاة مصالحهم وتقنين أوضاع الذين يسافرون إليها بدون تأشيرة أو بهجرة غير شرعية, فضلا عن تواجد أعداد أقل من المصريين بقبرص وهو ما يؤكد تقارب الحضارات والشعوب. وأشار إلي أن العلاقات الثنائية بين مصر واليونان, ومصر وقبرص, جيدة منذ سنوات طويلة, وإن كانت آخذة في التحسن بعد اتفاقيات ترسيم الحدود العام الماضي, وهو ما يلقي علي الدول الثلاث التزاما بحكم التقارب الشعبي وموقعها الجغرافي ووقوعها في منطقة بترول وحقول غاز زيادة العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري لخدمة مصالح الدول. وحول اليونان أوضح أن هذه الدولة هي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام1970, وهي علاقة طيبة مع مصر مما يعني أنها يمكن أن تمثل البوابة الاقتصادية والسياسية نحو أوروبا, كما هو الحال بالنسبة لليونان في قارة إفريقيا. وأضاف أن اتفاق المشاركة الأوروبية المتوسطية والذي يعني الإعفاء من الرسوم الجمركية وغيرها من الامتيازات يعني سهولة حركة التبادل التجاري بين الدولتين وعدم وجود أي عوائق أمام ازدهارها خلال السنوات المقبلة. وقال: إن هناك العديد من القطاعات الاقتصادية التي يمكن أن تشهد تطورا ملموسا وتوسعا, وفي مقدمتها السياحة اليونانية لمصر, مشيرا إلي أن اليونانيين الذين أقاموا في مصر يمثلون سفراء للشعب اليوناني ويمتلكون نسبة كبيرة من المنشآت السياحية في مصر, وفي المقابل من المنتظر زيادة حجم الصادرات المصرية في ظل الفرص التنافسية للسلع المصرية بعد قرار تحرير سعر الصرف للجنيه. وحول قبرص أكد السفير جمال بيومي أن علاقتها بمصر جيدة منذ حكم الرئيس جمال عبد الناصر والأنبا مكاريوس خلال الاستعمار البريطاني لقبرص, ومساندة مصر لها مما يؤكد تقارب الدولتين شعبا وقيادة. وأشار إلي أن وجود قبرص كعضو في الاتحاد الأوروبي منذ سنوات يعني تمتعها مع مصر بالإعفاءات الجمركية والامتيازات في التبادل التجاري وهو ما يسهل زيادة العلاقات الاقتصادية. وأكد الدكتور طارق حماد, عميد كلية التجارة السابق بجامعة عين شمس, أن هذه القمة تستهدف تحسين العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري. وأشار إلي أنه من المنتظر أن تناقش القمة الثلاثية تنسيق المواقف وسبل تعزيز التعاون المتميز بين مصر وقبرص واليونان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والسياحية في إطار آلية التعاون الثلاثي بالإضافة إلي متابعة برامج ومشروعات التعاون فيما بينها. وأشارت الدكتورة يمن الحماقي, أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة عين شمس, إلي أن القمة الثلاثية الخامسة في نيقوسيا بين رؤساء مصر وقبرص واليونان, هي نتيجة طبيعية وتتويج لمساعي الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين العلاقات مع الدول المجاورة. وأوضحت أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث العام الماضي من المفترض أن تكون مقدمة تعقبها اجتماعات ومفاوضات لتحسين العلاقات الاقتصادية من تبادل تجاري واستثمارات مباشرة في الأنشطة المختلفة ومنها قطاع السياحة. وأكدت أن الظروف الاقتصادية لليونان تتقارب مع مصر بنسبة كبيرة وما كانت تمر به من أزمة اقتصادية كبيرة وديون محلية وخارجية تهددها بالانهيار إلا أنها تخطتها مما يعطي المجال للاستفادة من تجاربها وتبادل الخبرات لتعظيم الاستغلال الأمثل للموارد ومنها الطاقة.