نشطت الدعاية اللازمة ومصر تنهض للإذاعات المصرية وقنوات التليفزيون الوطنية.. ومن الواضح أن الحملة أتت ثمارها وأقبل الناس علي سماع الإذاعات المختلفة والتليفزيون.. وأبرزت الدعاية للإذاعة خاصة نوعية كل محطة.. البرنامج العام وصوت العرب والشرق الأوسط وإذاعة الشباب وإذاعة الأغاني وإذاعة القرآن الكريم وكيف يهتدي المستمع إلي أي منها وما يميز الواحدة عن الأخري. وتبقي إذاعة الأغاني الأعلي تميزا وتخصصا واستماعا.. يستمع إليها الملايين من راكبي السيارات المتحركة والجالسون علي المقاهي والبيوت.. ولأني مستمع دائم لها أبقي مؤشر الراديو الموجود في حجرة المكتب وحجرة النوم مفتوحا ليل نهار وطوال أربعة وعشرين ساعة أسمعه منصتا أو كخلفية حية في المكان طوال هذا الوقت فلهذه الإذاعة: إذاعة الأغاني ميزات عديدة.. أولها تنوع ما تقدمه بين القديم والجديد وحتي المهجور فهي تطوف بك في الزمن الممتد لتعيد عليك سماع أجمل الأغاني بصوت جميع المطربين دون استثناء حتي الذين لم يأخذوا حقهم كاملا في أثناء حياتهم.. تعيد إليك الأصوات والألحان الجميلة: عبدالوهاب القديم وأم كلثوم في بداياتها.. وعبدالغني السيد وكارم محمود وعبدالعزيز محمود وأسمهان ونازك.. كلهم كلهم.. كما تخصص اوقاتا محددة لأغنيات أن كلثوم الطويلة يوميا ظهرا ومساء وكذلك عبدالوهاب وعبدالحليم كما تبدأ صباحها بالصوت الملائكي: فيروز كما أن تلك الإذاعة: إذاعة الأغاني تقدم برامج متميزة تحمل نوعيات خاصة من الأغنيات التي يهفو إليها المستمع علاوة علي اللقاءات المتفردة لعظماء الغناء والتلحين كالموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي وحتي الجدد منهم كصلاح الشرنوبي وغيره.. كذلك لقاءات مع الشعراء أضف إلي ذلك ذلك البرنامج العظيم للموهوب الراحل: عمار الشريعي الذي تعيده هذه الإذاعة مرتين في الأسبوع: يوم الجمعة ويوم آخر والذي يدل علي مدي موهبة وثقافة ودراسة اللغة سواء الفصحي أو العامية لذلك الملحن الراحل وهو بالفعل يدل رعلي عنوانه: غواص في بحر النغم. إن إذاعة الأغاني تعيد إلي الناس ذكرياتهم وتاريخهم لا مكتوبا في كتب وإنما مسرود بأصوات جميلة حيث مثلا معظم أو حتي كل أغاني كوكب الشرق من حفلات مسجلة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان يحضرها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كما يعلن بذلك مذيع الحفل. إن إذاعة الأغاني تقوم بدور وطني علاوة علي دورها في صقل الذوق العام ووصل الماضي بالحاضر.. يدير تلك الإذاعة مجموعة نشطة ومؤمنة بما تفعل وتشيع الحب والتفاؤل من خلال أصوات محبة تجملها الضحكات المسموعة والأمنيات الطيبة لكل المستمعين الذين يتواصلون معهم سواء من مصر أو حتي من أوروبا وأمريكا من القلوب المغتربة هناك. ونحن لا نملك إلا أن نحيي كل محب وجميل وحريص علي أن يظهر حبه وجماله لكل من يتذوق ويحس ويحتفي بالحياة.