ما بين لفظ الفنان أحمد الفيشاوي الخارج, في مهرجان الجونة السينمائي, وبلهارسيا شيرين عبد الوهاب في الشارقة, اهتزت صورة الفنان المصري بشكل لافت أمام العالم العربي; حيث نجح قلة من الفنانين غير المسئولين في تشويه هذه الصورة, وتصدير صورة خاطئة للعالم عن مصر, وهو ما بات يحتاج إلي وقفة جادة, وموقف حاد من النقابات الفنية لضبط مسار الفن المصري والتزام بعض الفنانين علي الأقل أمام الكاميرا وحول هذا الأمر وما ينبغي أن تكون عليه صورة الفنان ليس فقط كمرآة لمجتمعه ولكن كقدوة ومثل أعلي حاملا رسالة فنية عن مستقبل وطنه كان هذا التحقيق:- يتساءل الموسيقار حلمي بكر لماذا لا نتعلم من الأجيال السابقة كيف نجحت وكيف صنعت تاريخها الفني والثقافي؟ بل وكيف ساهمت وتفاعلت علي كل الأصعدة حتي السياسية فجعلت من فنها رسالة وطنية ودور لا يقل عن أي بطل, وذلك بالثقافة والوعي والاعتماد علي المضمون وليس الشكل فقط, والعمق في إحساس شعب ووطن ومتطلباته, مضيفا صدقت كوكب الشرق بقولها ميكرفون المطرب للغناء فقط وليس للكلام, وهنا أوجزت وأوضحت بكل بساطة وعمق في ذات الوقت وهي أن دور الفنان أو المطرب رسالته في صوته, في اختياره لكلماته التي يرددها الجمهور من بعده وليس كلماته وأقواله التي تسيء لشعبه ووطنه فإن لم نجيد الكلام فلنصمت أفضل. وأضاف: يجب أن نعطي للأجيال الحالية درسا يحتذي به من واقعة شيرين الأخيرة بمعني أنني انتظر نتيجة التحقيق معها وما يتم الوصول إليه والتي يجب أن تكون حاسمة وحازمة بما يقابل خطأها الجسيم الذي تجاوزت به أخطاءها السابقة فالمرة الأولي كان في حق نفسها حينما أساءت لزميل مهنة عمرو دياب وفنان مثلها والمرة الثانية حينما أخطأت في حق جمهورها حينما قررت الاعتزال ثم العودة دون اعتذار لجمهورها الذي صنع نجاحها وجعل منها شيرين عبد الوهاب فالفنان رأس ماله هو جمهوره, وأخيرا الإساءة لوطنها لمصر وهنا خط أحمر لا تجاوز فيه علي الإطلاق وبالتالي لا تهاون فيه لذا أنتظر نتيجة التحقيق. وتابع قائلا: كان يجب أن تتخذ النقابة من أول خطأ لها إجراء رادع وحاسم والخطأ الثاني موقف واضح حتي يكبح جماح كل فنان يتخيل أنه ملك لذاته ويلهو بجمهوره ولا يدرك أنه صانعه وأنه أصبح قدوة وخطواته محسوبة عليه وأن النجاح إذا لم يستخدم في الطريق الصحيح والبناء فهو خطر علي صاحبه. بينما أكد الشاعر والكاتب د.مدحت العدل رئيس جمعية المؤلفين والملحنين أن الفنان الناجح له مقومات ومفردات وقاعدة ثقافية ويجب أن يجيد اختيار من حوله ويتعلم منهم ليطور من نفسه ورسالته, ولكي يستمر ويبقي, مثل العندليب الذي كان يجالس كامل الشناوي والأبنودي وإحسان عبد القدوس, وعبد الوهاب كان يجلس مع أمير الشعراء أحمد شوقي ليتعلم منه وكوكب الشرق كانت تجلس مع أحمد رامي وأبو العلا محمد, ولا يعيب أحد أن يكون ليست لديه معرفة أو ثقافة ولكن يجب عليه أن يدرك ذلك ويصمت ويكتفي بالغناء حتي يثقف نفسه ويتعلم كيف يتكلم كفنان يحمل رسالة وله واجب وطني وله جمهوره الذي ينتظر منه أن يكون قدوة. وأضاف أي مصري عندما يسافر للخارج مهما كان حتي لو عامل بسيط فهو يمثل بلده فما بالك بالفنان الذي تلتف حوله الأنظار باعتباره نجما, فما بالك بالمطربة شيرين الذي لا أنكر أنني أحب صوتها كما أن لها قاعدة جماهيرية لكن عليها أن تراجع نفسها لأنها ليست المرة الأولي وقد تكون عفوية ولكن هذه العفوية غير محمودة علي الإطلاق خاصة عندما تقول كلام غير لائق, وفي الحقيقة أنا حزين عليها ومنها؟ فيما أكد الموسيقار الكبير محمد سلطان أن سر نجاح أي مطرب مصري عربي ينطلق من مصر أم الدنيا بشعبها الحساس الذواق الذي يقدر أهمية الفن ورسالته وتاريخها وحضارتها ونيلها, وأن غير ذلك فهو مخالف لكل المقاييس ومن يسيء إلي مصر وشعبها لا يستحق أن يكون فنانا.