وسط حالة من الحزن والحداد شيع أهالي قرية هلا التابعة لمركز ميت غمر بالدقهلية ومدينة الكردي وقرية شطا غنيم أمس جنازة أربعة سائقين استشهدوا علي يد إرهابيين في منطقة الحسنة بوسط سيناء, خلال قياداتهم شاحنات لنقل مازوت الي إحد مصانع القوات المسلحة بسيناء. حيث وصل جثمانا الشهيدين سليمان عبدالمولي عباس 30 عاما, وخالد سامي أبو ستة46 عاما, إلي قرية هلا بميت غمر عقب صلاة الجمعة. وهتف الأهالي في أثناء تشييع الجثامين إلي المقابر ضد الإرهاب وسط حالة من الحزن الشديد. ويروي مختار عبد العال سائق من قرية هلا التابعة لمركز ميت غمر الذي كان في طريقه الي المصنع ذاته بالحسنة الساعات العصيبة التي قضاها اثناء استشهاد زملائه. قائلا لقد كنت في طريقي الي المصنع لتوريد المازوت وتلقيت مكالمة من الشهيد سليمان عبد المولي عباس رحمه الله عليه ينبهني فيها ان هناك حادثا علي الطريق قبل الحسنة قرابة15 كيلو فقد سبقني هو وزملاؤه الثلاثة وتوقفت انا وزملائي لاستبيان الامر واتضح ان ماحدث ليس حادثا عاديا ولكن الإرهابيين اطلقوا النيران علي إحدي السيارات الملاكي وحاولت الاتصال بسليمان الذي حذرني مرة اخري من وجود ارهابيين وبعد ثوان تلقيت مكالمة من سليمان ولكنه لم يحادثني فقط سمعنا صوته وهو يتلو الشهادة وسمعنا طلقات النيران واتصلت انا وزملائي بالمصنع وابلغناهم وكذلك بالشرطة وتركنا سيارتنا النقل المحملة بالمازوت علي الأسفلت واختبئنا بالجبل ورأينا ونحن مختبأنا سيارات الارهابيين تمر وتحولت المنطقه إلي ثكنه عسكرية عقب وصول قوات الجيش وعقب ذلك توجهنا من طريق آخر لتوريد المازوت إلي المصنع. ويقول السيد الضنا سائق نقل من مدينة الكردي: لقد علمنا ان الإرهابيين قاموا باشعال النيران في اربع سيارات نقل الاسبوع الماضي وأصحاب السيارات من قرية كفر الجديد التابعه لمركز الجمالية وقبل ذلك قام بعض الاشخاص بتوزيع منشورات علي اصحاب السيارات علي الطريق جاء فيها تحذيرا صريحا من نقل اي شيء لمصنع الجيش. وقال علاء نبيه إحد أهالي قرية هلا وجار الشهيدين سليمان عبد المولي سليمان30 سنة وخالد سامي ابو ستة46 سنة. أن خالد كان رجلا من خيرة أهالي القرية فهو يعول والديه ولدين وبنتين كان يقيم بذات بالمنزل ذاته مع والديه ولديه خمسة اشقاء هو اكبرهم وكان يبحث عن لقمة العيش. ولولا تواصل السائقين مع بعضهم وتحذيرهم ل9 من زملائهم غيروا طرقهم وبعضهم عاد, لوقعت مجزرة في المنطقة. أما الشهيد سليمان 30 عاما ويعول والديه ولديه ولد وبنت ويعول شقيقه الاصغر وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة. والإرهابيون تعرضوا لهم من20 يوما تقريبا, وهددوهم بإشعال النار في سيارتهم, ونفذوا تهديديهم أمس الأول, فقتلوهم واشعلوا النيران في سيارتهم. وأضاف نبيه قائلا: ان القرية مشهور عنها وجود توكيلات نقل ثقيل بها وجميعهم وخرج من القرية أمس تقريبا14 سيارة والإرهابيون كانوا حذروا السائقين منذ شهر تقريبا واشعلوا النار في بعض السيارات وهددوهم بالقتل إذا عادوا, ولكن السائقين لا يوجد لديهم عمل بديل وقرروا العودة لعملهم ولكنهظ نفذوا مخططهم. وقال العميد مجدي صفوت, عمدة قرية هلا, لقد علمنا بخبر استشهاد السائقين من زملائهم من أبناء القرية وذلك بعد ان قام البطل الشهيد سليمان بتحذير زملائه. حيث اكد لهم ان هناك ملثمين أطلقوا الرصاص علي احدي السيارات وأعدوا كمينا علي الطريق وكانوا يسألون السائقين عن وجهتهم. وعندما علموا أنها للجيش قتلوهم واشعلوا النيران ولكن اي شخص اخر كان يمر وهؤلاء السائقين ليس لديهم مصدر رزق آخر وعلي الرغم من تهديدهم من قبل لكنهم ذهبوا في سبيل الله وتركوا أسرهم من دون عائل ولا مصدر رزق, فيما قال رشاد الغضبان من أهالي مدينة الكردي وهو احد جيران الشهيد محمد أحمد حمام23 سنة وشهرته فضة ان الشهيد متزوج منذ اسبوعين, وهذا هو اول مشوار يقوم به للعمل بعد الزواج وله شقيان يعولهما ايضا في عمر الثانية عشرة والتسع سنوات. أما السائق الرابع فهو عاطف محمد البغدادي من قرية شطا غنيم التابعة لمركز الكردي ويبلغ32 سنة وأكد احمد متولي( موجة بالتربية والتعليم)ابن عم السائق المتوفي ان الشهيد متزوج منذ اربع سنوات وله طفله3 سنوات وهو يعمل كسائق نقل للشركة وكثيرا ما سافر تلك المنطقه. وطالب أهالي القري الدكتور أحمد الشعراوي, محافظ الدقهلية, بالتواصل مع أسر السائقين, ورعايتهم, خاصة أن أبناءهم لايزالون في مراحل التعليم المختلفة, ولا يوجد لهم أي مصدر دخل, بعد وفاة عائلهم, وصرف إعانات عاجلة وسريعة لهم في أقرب وقت ممكن.