في قرية بنبان داخل دروب الصحراء الغربية, تشهد محافظة أسوان ملحمة حقيقية للانتهاء من إنشاء أكبر مزرعة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بصحراء بنبان غرب مدينة دراو بأسوان, وهي المزرعة التي وصفها الوزير الدكتور محمد شاكر خلال تفقده لها أمس بأنها الأكبر علي مستوي العالم من حيث تواجد40 محطة في نطاق واحد تستهدف إنتاج نحو2000 ميجاوات بما يعادل نسبة90% مما ينتجه السد العالي من طاقة كهربائية. هناك ووسط الرمال الساخنة والطبيعة القاحلة, تحول الجبل الغربي لمدينة دراو إلي خلية نحل من أجل الانتهاء من هذا المشروع الذي يتبناه الرئيس السيسي ضمن برنامجه الانتخابي, خاصة بعد الانتهاء من التغلب علي العثرات التي صادفته منذ عام.2015 وتحدث محمد الحسيني مدير عام الاستثمار بمحافظة أسوان قائلا إن هذا المشروع القومي الإستراتيجي قد بدأ في عام2015 باستثمارات تصل لنحو80 مليار جنيه وذلك من خلال إنشاء40 محطة طاقة شمسية تكلفة الواحدة منها مليارا جنيه بطاقة50 ميجاوات, مشيرا إلي أنه خلال هذه الفترة تقدمت39 شركة أجنبية وعربية ومصرية لتنفيذ المشروع وبسبب معوقات التمويل تم اختيار شركة واحدة ألمانية مصرية لتنفيذ المحطة الأولي المقامة علي مساحة250 فدانا وقد انتهي العمل فيها تماما, وخلال الأسابيع المقبلة ستبدأ ثلاثة شركات جديدة العمل في3 محطات أخري تنتهي بنهاية عام.2019 وعن مدة تنفيذ المشروع والعائد منه,قال مدير الاستثمار بالمحافظة إنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من جميع المحطات بحلول عام2022, مشيرا إلي أنه سيوجد مجتمعا عمرانيا جديدا بالظهير الصحراوي لقرية بنبان, بالإضافة إلي تشغيل مايقرب من5000 شاب بالمشروع الذي سيعادل في إنتاجه الطاقة الكهربائية المنتجة من السد العالي, وأضاف الحسيني قائلا إن الحكومة المصرية قد حرصت في اتفاقياتها مع الشركات علي الحصول علي أقل سعر للمنتج الذي سيكون إضافة هائلة للشبكة القومية للكهرباء. وفيما كان محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي قد التقي مع وفد من ممثلي الشركات المنفذة لهذا الصرح الإستراتيجي بالغ الأهمية في حضور كل من المهندس سامي عبده وكيل أول وزارة الكهرباء بالشركة المصرية للنقل ومديري الاستثمار والتخطيط العمراني, أطلق المحافظ اسم( المدينة الشمسية ببنبان) علي المحطات التي كان مخططا لها التشغيل الفعلي في أكتوبر2018, وقال المحافظ إن هذا المشروع يعد أكبر نقلة نوعية وحضارية في مجال التنمية الشاملة والاستثمار علي أرض محافظة أسوان, خاصة أنه سيحقق عوائد خير عديدة سواء للشركات الاستثمارية المشاركة في المشروع وأيضا للشباب الأسواني, بالإضافة إلي استهداف تأسيس مجتمع عمراني جديد غرب النيل ضمن التصور العام الذي تم وضعه للمخطط الإستراتيجي( أسوان2052). ومن جانبه أشاد المهندس هشام الجمل ممثل إحدي الشركات المنفذة, بدعم ورعاية محافظة أسوان لهذا المشروع العملاق الذي وعلي حد قوله ستشارك فيه39 شركة مصرية وعربية ودولية باستثمارات تصل لحوالي4 مليارات دولار, ليكون من أكبر المشروعات الاستثمارية الجارية داخل مصر في مجال إنتاج الطاقة النظيفة لدعم الشبكة الكهربائية الموحدة بقدرات فائقة تسهم في إنماء وتنمية المشروعات والإنجازات التي تشهدها البلاد حاليا في مختلف القطاعات التنموية, وأكد الجمل أنه وعقب تذليل كل العقبات وقيام جميع الشركات المنفذة للمشروع بالتوقيع علي الاتفاقيات مع وزارة الكهرباء وآخذ موافقات الجهات المعنية وإنهاء كل الإجراءات الإدارية والمالية ستتحول المدينة الشمسية في بنبان إلي خلية نحل من أجل إنشاء المحطات الشمسية بطاقة50 ميجاوات لكل منها, حيث سيتم نقل الطاقة الكهربائية عبر4 محطات نقل للتيار تم إنشاؤها عن طريق شركة نقل الكهرباء بتكلفة800 مليون جنيه, وبالتالي ستضاف إلي الشبكة الكهربائية الموحدة. وتعهد هشام الجمل بالتزام جميع الشركات الاستثمارية العاملة بالمشروع بأن تكون معظم العمالة من الشباب الأسواني إلا في التخصصات النادرة فقط, حيث سيصل عدد العاملين بالمشروع لحوالي5 آلاف شاب في المرحلة الثانية منذ بدء تشغيل المشروع بشكل مستديم, في حين يستوعب المشروع أضعاف هذا العدد في المراحل الأولي. في السياق نفسه, أشاد مجدي الحسيني عمدة قرية بنبان بأهمية هذا المشروع القومي الكبير الذي يعد إضافة قوية للإنجازات التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته, وقال الحسيني إن إنشاء هذا المشروع العملاق في صحراء بنبان إحدي قري الجنوب يؤكد اهتمام الرئيس بتنمية الصعيد من خلال إقامة العديد من المشروعات التي تعمل علي تشغيل الشباب, وقال إن الدولة مؤخرا حرصت علي التوسع في إضافة أقسام جديدة تتعلق بالطاقة الشمسية في مدارس التعليم الفني ومنها مدرسة خاصة لهذا التخصص بالقرية, وذلك بهدف إعداد جيل جديد مؤهل للعمل في مشروعات الطاقة المتجددة.