يعد مصنع كيما للأسمدة بأسوان أحد إنجازات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى فترة الخمسينيات من القرن الماضي، ونبعت فكرة إنشاء هذا الصرح لاستغلال الطاقة الكهربائية المنتجة من خزان أسوان لإنتاج الأسمدة للزراعات فى الصعيد، ومع ارتفاع أسعار الطاقة وتراكم الديون تعرض المصنع لحالة مرضية تعافى منها وعاد أقوى مما كان عليه، بعد أن كادت الخصخصة تطوله لولا الموقف البطولى للعمال الذين واجهوا هذا التوجه بكل قوة. ومنذ سنوات بدأ تنفيذ واحد من أهم المشروعات الإستراتيجية خلال فترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء مصنع كيما(2) بتكلفة تصل إلي11 مليار جنيه وذلك لتوفير500 ألف طن أمونيا سنويا للسوق المحلية والفائض للتصدير بخلاف أسمدة اليوريا والأزوت, وعنه يقول ياسر عرابي مواطن إن هذا الإنجاز ربما لم تشهده محافظات الصعيد منذ فترة طويلة, حيث سيوفر آلافا من فرص العمل, بالإضافة إلي إنتاج الأسمدة التي ستسد العجز الذي يعاني منه المزارعون, ويضيف أن المصنع الجديد سيختلف شكلا وموضوعا عن الحالي بعد دخول الغاز الطبيعي للمصنعين منذ8 سنوات مما سيقلل من تكلفة الطاقة المستهلكة وارتفاع نسبة الأرباح التي ستعود بالإيجاب علي الاقتصاد الوطني. وأشار ثروت عكاشة أحد عمال المصنع إلي أن صلابة العمال وإصرارهم علي رفض بيع المصنع قبل ثورة يناير يؤكد أن عمال المصنع ومسئوليه يقدرون أهمية واستراتيجية هذا الصرح الصناعي العملاق في توفير الأسمدة, مشيرا إلي أن الإدارة الحالية تعمل ليل نهار من أجل سرعة الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمصنع الجديد الذي سينهض بصناعة الأسمدة في مصر. وعن المزارعين يقول مصطفي البرنس كبير مزارعي بنبان بأسوان إنه لابد من تخصيص حصص ثابتة من السماد للجمعيات الزراعية في الصعيد, خاصة أن المزارع يعاني معاناة شديدة في الحصول عليها وبأسعار مرتفعة تؤثر علي المنتج الزراعي وتحديدا في محاصيل قصب السكر والقمح والذرة التي تعد أهم المحاصيل الرئيسية في المشروعات الزراعية بالصعيد بخلاف الزراعات الموسمية. ومن جانبه أكد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أن معدلات التنفيذ في مصنع كيما(2) وصلت حتي الآن إلي4,71% تمهيدا لافتتاحه في نهاية عام2018, وقال خلال جولة تفقدية للمشروع أمس رافقه خلالها المهندس عيد الحوت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة ومسئولي الشركات المنفذة أن مصنع كيما(2) يعد حلما يتحقق علي أرض الواقع ليساهم بدوره في تحقيق تنمية الاقتصادية واجتماعية لأسوان والصعيد, مشيرا إلي أنه يمثل نقلة نوعية قوية علي جميع المستويات البيئية والصناعية, وأضاف أن شركة كيما واحدة من أكبر القلاع الصناعية التي نفتخر بها باعتبارها علامة بارزة في تاريخ الصناعة المصرية منذ إنشاء مصنعها الأول في عام1956 لافتا إلي أن الشركة استكملت مسيرتها الوطنية بإعادة تأهيل المصنع القائم ليعمل بالغاز الطبيعي مع تشغيل المصنع الجديد الجاري تنفيذه بذات الطاقة. وفيما قدم حجازي الشكر لمسئولي كيما علي الجهود التي يبذلونها من أجل تحقيق التوافق البيئي والحد من أي تلوث, سواء من الصرف الصناعي أو الانبعاثات الغازية, أكد المحافظ أن هذا الجهد يعكس منهج الإدارة في حرصها علي المشاركة المجتمعية الجادة التي تمتد أيضا إلي تقديم الخدمات المجتمعية المختلفة ومنها الدور العلمي والأكاديمي في مجال التدريب الفني لإيجاد كوادر مدربة مع ربط التعليم الفني باحتياجات سوق العمل. وأوضح المحافظ أن أسوان أصبحت مركزا لوجستيا مهما كقاعدة للانطلاق نحو إفريقيا بعد افتتاح ميناءي قسطل وآرقين, لتكتمل البنية الأساسية المطلوبة مما كان له دور فعال في تنفيذ مشروعات استثمارية ضخمة. من جانبه جدد المهندس عيد الحوت رئيس مجلس إدارة الشركة والعضو المنتدب العهد علي تواصل جهود العمال والفنيين والمسئولين من أجل تحقيق أكبر عائد من الإنتاج المخصص للسوق المحلي والتصدير, مؤكدا أن الأعمال الجارية في المصنع الجديد تمثل ملحمة بطولية بعد التغلب علي العديد من العقبات التي صادفته في بدايته. وأوضح أن مصنع كيما(2) يقام علي مساحة150 ألف متر وسينتج الأسمدة الأزوتية واليوريا, بالإضافة إلي الأمونيا بقدرات إنتاجية تصل إلي نحو1200 طن يوميا, بجانب إنتاج اليوريا بطاقة1570 طنا في اليوم, فضلا عن توفير300 طن من الأمونيا يوميا للمصنع القائم وهي التي ستجعل إنتاجية نترات النشادر التي يتم تصديرها للخارج ترتفع من100 إلي220 ألف طن سنويا لتصل أرباح المصنع إلي نحو11 مليار جنيه في العام.