أربعون عاما من مشواره الفني سعي معها لتقديم إبداع مغاير ومتمايز عما ذهبت إليه صناعة الفن خلال تلك السنوات, بل وتبني مشروعه رافضا الكثير من المغريات باحثا عن المجد الأدبي وترسيخ قيم الحق والجمال مشاركا أصيلا في الحفاظ علي كنوز الوطن العربي الكبير بتعدديته الثقافية الأغني في العالم باعتبارها حقا وتراثا لكل مواطن ومتلقي ومتعاطي لهذا الفن. التونسي العربي لطفي بوشناق حل ضيفا علي بوابة الأهرام بحضورمحمد إبراهيم الدسوقي رئيس التحرير, وعلي محمود مدير التحرير, ولفيف من كتابها وعدد من صحفيي الأهرام بإصداراتها المختلفة والمهتمين بأصالة الطرب والراصدين لحال صناعة الموسيقي والغناء والمتابعين لأعماله ومسيرته الفنية, حيث أكد بوشناق أنه عاصر جيلا من كبار المبدعين المصريين علي مدي سنوات قبل أن يستقيل من وظيفته الرسمية ويحترف الفن, مشيرا إلي أنه تبني فكرة الفن والإبداع منذ لحظته الأولي وأنه يعيش من اجل أن يغني ولا يغني من أجل أن يعيش. وأكد بوشناق خلال ندوة تكريمه علي أن الفن والثقافة هما سلاح الشعوب الحقيقي لمواجهة حرب التطرف والإرهاب التي يتعرض لها عالمنا العربي وأنها قادرة علي تشكيل وجدان وهوية ذلك المواطن الذي يتعرض لأعلي درجات الظلم الإنساني بتعرضه لصناعة فن رديئة ساهمت في طمس قدر كبير من ملامحنا الجميلة القوية الضاربة بجذورها في الأعماق, وأن هناك قليلا من الفنانين والمبدعين في كل المجالات لا يزال محافظا علي تلك الهوية المتمثلة في الحافظ علي بنيان الجسد العربي وتضع حائطا لصد الضربات العنيفة التي يتعرض لها. وأشار المطرب التونسي إلي أنه تبني منذ سنوات مشروعا غنائيا للطفل العربي من أجل الحفاظ علي تلك الهوية وقدم مع كورال يتكون من أكثر من مائتي طفل تونسي في مهرجان قرطاج ولم تجرؤ أي من شركات الإنتاج وصناعة الموسيقي تبني تلك الفكرة بل طالبت العديد منها أن يقدم ما تختاره تلك الشركات ويتناسب مع سياساتها الإنتاجية التي يراها غير محافظة علي المضمون والمحتوي والمشروع الفني الحقيقي. وعن وجود صناعة إعلام يتوازي مع ما يقدمه من فن أكد انه لا يفرض نفسه علي القنوات الفضائية ولا الإعلام الذي يتسابق من أجل تحقيق الإثارة لكسب مساحات وكثافة للمشاهدة علي باطل واضح لا تقدم ما يفيد ويساعد ويبني بل يهدم كل القيم والتقاليد, مشيرا إلي أنه يجب أن يكون هناك إعلاما ناضجا متشحا برداء المسئولية الوطنية لخوض المعارك الوطنية الحقيقية, وحين تخوض الدول والحضارات معاركها الكبري.. لا يمكن أن يترك سلاح الإعلام وهو سلاح دمار شامل في أيدي الغوغاء وحدهم, وتلك مهمة الشرفاء من أبناء تلك المهنة, وأن من يتأمل معظم صور الإعلام في بلادنا وما يتبنوه من موضوعات وقضايا يتألم لهذا الكم الهائل من الجهل والركاكة والسيل الجارف من البلاهة والضحالة. وأشار لطفي بوشناق انه يسعي لتقديم مشروعه الفني طوال مسيرته ولم يحيد قيد أنملة عنه وأنه ينتج أعماله بنفسه ومستعد لتقديم الكثير من أجل ذلك المشروع.