عفوا يا والدي.. الخال والد

علي سلالم مكتب تسوية الأسرة بمحكمة زنانيري جلس يوسف ينتظر مع خاله انتهاء الموظفين من إجراءات دعوي النفقة التي أقامها ضد والده لإلزامه بالإنفاق عليه ورغم أن الطفل لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره إلا أنه كان يحمل هموما كثيرة واخفت مشاعر الحزن ملامح وجهه الجميلة
وبسؤال يوسف وخاله عن سبب دعواهما أكد الصغير أن والده يمتنع عن الإنفاق عنه ومنذ وفاة والدته وهو مقيم مع خاله الذي يتحمل كل نفقاته ولكن مع ارتفاع تكاليف معيشته توجه إلي والده وطلب منه مبلغا ماليا للإنفاق منه وهو ما رفضه الأب وقام بطرده مما دفعه إلي التقدم بدعوي النفقة أمام محكمة الأسرة بالساحل حتي يتحمل الأب مسئولياته.
قال يوسف إنه لم يشاهد والده إلا مرات معدودة خلال سنوات عمره موضحا أن والدته كانت الأم والأب منذ طلاقها من والده وتكفلت بكل نفقاته عقب رفض الأب دفع نفقة الصغير وكانت الأم تلبي كل احتياجات الطفل مؤكدة للجميع أنها لم تخرج من الدنيا إلا بيوسف ولم تكتف الأم بذلك بل أكدت قبل وفاتها العام الماضي أن يوسف الزهرة المضيئة في حياتها التي كادت أن تتدمر بسبب معاملة طليقها واضطهاده لها ولكن العناية الإلهية تدخلت ونجحت في الحصول علي حكم بالطلاق خلعا وهربت من جبروته وأكد يوسف أن معاناة والدته لم تتوقف عقب طلاقها بسبب محاولة والده التدخل في حياتها الشخصية رغم رفضه تحمل مسئوليته تجاهه. قاطع محمد. م41 سنة موظف بشركة خاصة حديث نجل شقيقته وسرد معاناة شقيقته وصغيرها مؤكدا أنه يتكفل بكل نفقات ابن شقيقته موضحا أن شقيقته تقيم معهم من طلاقها قبل14 سنة حتي توفت العام الماضي عقب معاناة مع المرض وكشف محمد عن تفاصيل معاناة شقيقته التي كانت تعمل موظفة بوزارة التعليم العالي مع طليقها محمود موظف بوزارة التربية والتعليم وتم الزواج بشكل سريع ولم يسعفهم الوقت في السؤال جيدا علي محمود الذي تغيرت طباعه عقب الزواج كما تغيرت معاملته وكان دائم التعدي علي زوجته بالضرب والإهانة رغم أنها كانت تتحمل نفقات أسرتها ويقوم الزوج بادخار مرتبه موضحا أنه شقيقته تحملت واخفت عنهم معاناتها مع زوجها علي أمل أن يتغير حاله وتحملت أكثر عقب حملها ولكنها فوجئت بطلب الزوج منها الجلوس في المنزل وترك العمل وأمام إصرار الزوج علي طلبه واضطهاده لها لإجبارها علي تنفيذ طلبه تركت له منزل الزوجية وعادت لمنزل والدها.
أكد محمد انه توقع في البداية أن ما حدث مجرد خلاف بسيط وحاول التدخل واحتواء الأمر لكنه فوجئ بمعاناة شقيقته مع زوجها وأمام التصعيد المتبادل ورفض الزوج التراجع عن قراره ورفض شقيقته ترك عملها وصلت الأمور إلي مرحلة الصدام وطلب الطلاق وأمام رفض الزوج قررت شقيقتي طلب الطلاق خلعا وخلال ذلك كان الله قد رزقها بيوسف وتوقعنا أن يطلب الأب رؤية صغيره ولكنه لم يطلب ذلك حتي يتهرب من التزاماته أمام الصغير ثم فوجئنا بعدها بزواجه وعندما طلبت شقيقتي منه نفقة للصغير رفض وأخلي مسئوليته منه طوال أكثر من14 سنة كانت فيها شقيقتي الأم والأب لصغيرها يوسف حتي توفت العام الماضي وطلبت مني رعاية يوسف وعدم تركه ولكن فجأة تذكر محمود ابنه يوسف وطلب حضانته وصمم عليها وتبين بعد ذلك أن قرار الأب ليس لرعاية الصغير ولكن طمعا في مبلغ مالي باسم الصغير ورثه من والدته ورغم رفضنا لقرار عودة يوسف إلي والده ولكن القانون كان بلا قلب وتم نقل حضانة الصغير إلي والده الذي أهمل في رعاية ابنه بسبب انشغاله بزوجته الجديدة وأولادها وهو ما دفعني إلي التقدم بدعوي جديدة وسلبت الولاية علي الطفل وعاد يوسف إلي منزله الذي ولد وتربي فيه. قال محمد إن والد يوسف يرفض الإنفاق عليه وعندما تقدم بدعوي أمام المحكمة قام الأب بتقديم مستندات غير حقيقة عن راتبه الشهري فقضت المحكمة بإلزام الأب بدفع100 جنيه لنجله كنفقة شهرية وهو ما وضعنا في حيرة شديدة لأن المائة جنيه لا تكفي الطفل الصغير4 أو5 أيام وهو ما دفعني للتكفل بكل نفقات الصغير ولكن أمام ارتفاع تكاليف المعيشة وتخلي الأب عن كل مسئولياته قررت التقدم بدعوي لزيادة النفقة.