يبدو أن العملية العسكرية التي شنتها القوات العراقية لاستعادة كركوك التي بسط الاكراد سيطرتهم عليها منذ3 سنوات, وضعت الولاياتالمتحدةوإيران في خندق واحد, ومن جانبها اكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها أن العملية العسكرية التي تقودها القوات العراقية والتي حظيت بتأييد واشنطن كشفت تناقض مواقف الولاياتالمتحدة, التي دعمت الاكراد بقوة خلال الفترة الماضية وها هي تؤيد العملية العسكرية ضدهم خوفا من أطماعهم التوسعية في المنطقة, فيما تتفق حاليا أهداف واشنطن مع أحد أعدائها الإقليميين ألا وهي إيران. وعلي الرغم من أن العملية العسكرية التي شهدتها مدينة كركوك, علي مدار يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين, كانت تحت لواء وراية الجيش العراقي, الا أن القوات البرية ضمت عناصر شيعية مدعومة من قبل إيران. وفي الوقت الذي أصر خلاله مسئولون أمريكيون, بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, علي أن الولاياتالمتحدة لن تنحاز إلي أي طرف علي حساب الآخر خلال الصراع الحالي, يقول محللون إن واشنطن صادقت علي خطة العراق للدخول إلي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد, فيما توسطت إيران للتوصل إلي إتفاق مع فصيل كردي لسحب مقاتليه من كركوك, ما سمح للقوات العراقية باسترجاع المناطق بدون مقاومة. ويري ديفيد فيليبس وهو مستشار سابق بوزارة الخارجية الأمريكية, إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يتحرك بدون التنسيق مع الولاياتالمتحدة, مشيرا إلي أنه علي أقل تقدير فإن واشنطن كانت علي علم بما سيحدث. وتخشي إيران- التي تتمتع بنفوذ واسع في بغداد- من أن أي تحرك نحو الانفصال من قبل الأكراد في العراق, قد يؤدي إلي تأجيج الميول الانفصالية لدي الأقلية الكردية في طهران, كما أبدت الولاياتالمتحدة معارضتها للتصويت علي انفصال الإقليم, لأسباب عدة من بينها وجود مخاوف من أن انفصال الأكراد قد يؤدي إلي تمزق تحالف القوات العراقية والكردية الذي يحارب تنظيم داعش في العراق.