أربعة فقط حتي الآن تقدموا بأوراقهم للترشح علي منصب نقيب الموسيقيين منذ فتح الباب يوم الاحد الماضي وهم الدكتور جمال سلامه والمايسترو حسن فكري والموسيقار محمد علي سليمان ومنير الوسيمي.. إذا كان الموسيقيون يعرفون أسرار الألحان الموسيقية وأسلوب العزف علي الآلات, ويملكون الحفاظ علي الايقاع وضبط سرعته, فهم الآن يخلطون ايقاعاتهم ونغماتهم ولا يجد الراصد لأحوال نقابتهم جملة موسيقية سليمة إلا وتداخلت معها العديد من الجمل الأخري لتعطي لحنا غريبا في ملامحه نشازا في سماعه.. ربما كانت هي الحال خلال السنوات الماضية التي تولي فيها منير الوسيمي- عقب انتخابات تكميلية- مسئولية النقابة خلفا للراحل حسن ابوالسعود الذي توفي في2007/4/17, بعدها بدأت الصراعات والخلافات وانتقلت اخبار النقابة وباقي التناولات الصحفية من الصفحات الفنية إلي صفحات الحوادث حيث كثرت المحاضر الشرطية والبلاغات القضائية سواء في حالات التعدي بالسب والقذف أو بالضرب أو قضايا الفساد المالي والاداري. إلا أن تسارع الاحداث داخل النقابة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة وامتداد الثورة داخلها والاعلان عن عزل الوسيمي من منصبه بل شطب عضويته علي خلفية اتهامه من اعضاء المجلس والجمعية العمومية بالفساد الاداري والمالي, أعطي ملمحا بسيطا من الاستقرار رغم الازمة المالية الطاحنة التي خلفها المجلس السابق وسياساته وايضا الظروف الأخيرة التي تعرضت لها البلاد.. وعليه تم تعيين مجلس لتسيير اعمال النقابة بتصعيد الموسيقار جمال سلامه كوكيل للمجلس الي منصب النقيب والبقاء علي باقي اعضاء المجلس د.حسن شرارة والمايسترو حسن فكري ود.عاطف إمام ومجدي الحسيني ومصطفي داغر وسعد محمد حسن وسعيد عمر وعودة احمد ابو المجد وحسين الشهداوي. مؤخرا أعلن عن فتح باب الترشح لعضوية مجلس الإدارة ومقعد النقيب علي أن تنظر الطعون في الفترة من الاحد المقبل19 حتي21 من الشهر الحالي وتعلن الأسماء النهائية للمرشحين بعدها بثلاثة أيام لتجري الانتخابات في19 يوليه المقبل وعلي أن تكون الإعادة بعد أسبوع من الانتخابات. في الوقت ذاته تقدم جمال سلامة بأوراق ترشحه علي منصب النقيب بعد ان شجعته تجربته الاخيرة في قيادة مجلس التسيير مؤكدا رغبته في مزيد من التوثيق لأفكاره. ما تردد بقوة داخل الجمعية العمومية طرح اسم الفنان هاني مهني ونيته الترشح علي منصب النقيب خلال الدورة الجديدة رغم دعوته الي تكوين مجلس مؤقت بعيدا عن الاسماء التي طرحت نفسها للترشح حتي يتم تجاوز الظروف الحالية وايضا لضمان ادارة محايدة للانتخابات وهو بذلك يتضامن مع الاغلبية من الموسيقيين الذين يدعون الي الاستقرار. ويتفق المايسترو حسن فكري مع الرأي نفسه حيث يرفض فكرة إجراء الانتخابات حاليا حتي لايحمل الجهات الامنية أعباء اضافية فضلا عن ان القضاء مشغول كثيرا بقضاياه, ايضا عدم استقرار الاوضاع السياسية في البلاد.. المايسترو حسن فكري أمين صندوق المجلس السابق والحالي تقدم بأوراقه ايضا للترشح علي منصب النقيب بعد أن حاول كثيرا- منفردا أن يقود مسيرة للإصلاح المالي داخل النقابة بل واجه تصرفات ادارها البعض لإفشال خطوات المجلس لإصلاح شئون النقابة والتأثير علي أدائها والتزاماتها. أما الأمر الذي يعتبره الكثير مفاجأة هو تقدم منير الوسيمي بأوراقه ايضا رغم الموانع القانونية التي تمنع ذلك حيث ستجري الانتخابات وفق قانون35 لسنة1974 بعد بطلان المادة100 المنظمة للانتخابات وهذا يعني أن كل أعضاء مجلس الإدارة الذين سبق انتخابهم لدورتين وكذلك النقيب السابق منير الوسيمي لا يحق لهم الترشح فضلا عن سبق تجميد عضويته واحالته الي التحقيق في قضايا فساد مالي وإداري ولا يزال قيد التحقيق..!! الوسيمي اصطحب معه اكثر من10 بودي جارد الي نقابة الموسيقيين فما كان من القاضي المنتدب لتلقي الاوراق إلا أن يطلب منه صرف كل الأفراد المرافقين.. في الوقت نفسه يتردد وبقوة اسم الدكتور حسن شرارة العضو الحالي بالمجلس علي منصب النقيب حيث أعلن مؤخرا قائلا: أن ترشحه كنقيب من قبل فتح باب الترشح لأنه يري الكثير من الأمور ولابد من إصلاحها, ورفض التعليق علي ترشح أعضاء المجلس الحالي مؤكدا أن من حقهم جميعا الترشح سواء لموقع النقيب أو عضوية مجلس الإدارة.. كما طرح اسم الفنان إيمان البحر درويش لدخول حلبة المنافسة.. الطريف في الأمر مع وجود كل تلك الأسماء هو تكون حالات فريدة وغريبة حيث نري أصدقاء امس متنافسين اليوم, هاني مهني وحسن شرارة اتحدا العام الماضي بل تنازل شرارة لصالح مهني في مواجهة الوسيمي, اما الوسيمي نفسه ربما يفقد تحالفه مع جمال سلامه الذي تبني مواقفه كثيرا وكان داعما لافكاره وقراراته في المجلس قبل ان ينقلب عليه ويوافق علي إحالته إلي التحقيق وشطب عضويته.. يبقي أن ننتظر مع اعضاء الجمعية العمومية ماتسفر عنه الأيام المقبلة, ومن يقدر علي ضبط الايقاع داخل نقابة الموسيقين..؟؟