توحد الشعب المصري بكل طوائفه السياسة و بكل فئاته العمرية منذ25 يناير حتي تم ازاحة الطاغية حسني مبارك. توافق الشعب كله حول اهداف الثورة.إختلطت الدماء المسلم والمسيحي. الرجل والمرأة.. الشاب والطفل, ورسمت لوحة وطنية عظيمة سوف تحفظ في سجل التاريخ تنظر إليها وتتأملها الأجيال القادمة. نسي المصريون المرجعيات الإيديولوجية وقالوا تحرير مصر أولا. وبدأو من ميدان التحرير حتي حرروا مصر من عصابة السرقة والنهب العام.وقف الجيش موقفا عظيما حين أكد أنه مع الشعب لا مع السلطة, وأنه جيش شعب مصر وليس جيش حسني مبارك وعصابته. قامت الحفلات والإحتفالات بإنتصارات الشعب وإرادته علي إرادة النظام كل وجل قوته أنه حليف وكنز للكيان الصهيوني والإرادة الأمريكية. وإستعاد الشعب حقه الأصيل وأنتقل من( المربع الصفري) الذي حبسه النظام فيه طوال60 عاما مضت إلي( مربع الحكم), وصارت إرادته فوق كل إرادة. ولما كان هناك توافق وأهمية في إنتقال السلطة إلي الشعب, كانت التعديلات الدستورية. ولأول مرة في تاريخ مصر يجري إستفتاء حقيقي بإشراف قضائي كامل( لا مغيب ولا منقوص). وبعد جدل وحوار بين فصائل المجتمع حول نعم, لا, قال الشعب كلمته بنسبة77.2% نعم للتعديلات الدستورية. كان الكل يريد تغيير الدستور لكن التعديلات حددتطريقة تغيير الدستور بعد الإنتخابات البرلمانية. وهي أن ينتخب الشعب100 شخصية من خبراء القانونوالدستور لوضع دستور جديد وبعد أن وحدتهم جمعة28 يناير التي رسمت ارقي معاني الوطنية والتماسك المجتمعي. لكن نتيجة77.2% اراد البعض أن يستخدمها في حاله من حالات الإستقطاب, والإستقطاب يؤدي قطعا إلي نزاع وتنازع.وعند التنازع تظهر الأيديولوجيات وتتقدم المصالح الخاصة علي حساب المصالح العامة للوطن والشعب. وأسوأ من التنازع التخوين الوطني والتكفير السياسي وغير ذلك بما يحد من قدرة المعارضة الوطنية علي تحقيق الكثير من أهدافها بل يجعل( فلول النظام السابق) تلعب علي وتر الاختلافات الحزبية والفكرية. إن الحالة التي صنعها الشعب المصري يوم28 يناير افتقدناها الآن أو نكاد بعدما كانت المعارضة تسعي إلي التوحد. ودعا مرشد الإخوان الأستاذ الدكتور/ محمد بديع إلي قائمة موحدة ولا يزال يدعوا إلي ذلك. ولكن ظهر من يريد الانقلاب علي الديموقراطية وحق الشعب في آليات تغيير الدستور. ويحاول البعض الآن وضع التيارات الإسلامية في طرف وقوي ليبرالية وعلمانية طرف آخر تعكس حالة من الاستقطاب المجتمعي الخطير بدلا من التقدم نحو توافق سياسي أكبر وأعمق يشمل طيف المعارضة السياسية المصرية أصبحت الآن المعارضة ترجع إلي الخلف. يوم2011/5/27 كانت هناك مظاهرة لتيارات مصرية معارضة بطلبات مختلفة. البعض منها رفض العفو عن الرئيس المخلوع وبسرعة محاسبته والمسئولين وهو ما نوافق. أما انتخابات رئاسية أولا فلا أوافق عليه لأنه ضد إرادة الشعب. دستور أولا قبل الانتخابات البرلمانية معناه فرض وصاية علي الشعب بل هو ضد مفهوم الديموقراطية الذي هو في جوهره تنفيذ إرادة الأغلبية واحترام رأي الأقلية. كيف تريد الأقلية فرض إرادتها علي الأغلبية هل هذه هي الديموقراطية أم هي ديموقراطية معكوسة.. يعني ديكتاتورية حكم الأقلية. أولا.. قالوا نحن نريد تأجيل الانتخابات لأننا غير جاهزين والإخوان جاهزون. وأقول أولا الإخوان دفعوا ثمن الجاهزية من حصار و من سجن و من اعتقالات ومن تعذيب ومن إعدامات ومن مصادرات للممتلكات الخاصة و من حرمان للتعبير والوجود السياسي. الإخوان بذلوا جهودا في توضيح فكرتهم وخدمة مجتمعهم مع إنكار الذات, فأثابهم الله بمصداقية يلقون أثرها في الانتخابات. إن من يتحجج أنه غير جاهز اليوم لن يكون جاهزا غدا ولا بعد سنة. ثانيا: قال البعض لقد نجحت المعارضة وسقط الإخوان وإن مظاهرة2011/5/27 أظهرت حجم الإخوان الضعيف وقوة التيارات الديموقراطية والعلمانية. وأقول للجميع لماذا إذن طلب تأجيل الانتخابات. سقط المبرر وليقل الشعب كلمته ونحترم اختياره. وأقول إن الإخوان دعوا وما زالوا إلي قائمة موحدة. دعوا وما زالوا إلي أن تتوافق المعارضة حول برنامج يحل الكثير من القضايا العامة والمصيرية حتي تتقدم المعارضة إلي الأمام لا إن ترجع إلي الخلف. قيادي بجماعة الإخوان المسلمين مدير مركز رؤية للدراسات الاستراتيجية بالأسكندرية