توالت ردود الأفعال الدولية علي كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن فيها إستراتيجيته الجديدة تجاه إيران وهاجم فيها الاتفاق النووي, مؤكدا استعداده للتخلي عنه في أي وقت ورغم أنه لن ينسحب من الاتفاق, لكنه وجه انتقادات وهاجم الحكومة الإيرانية بشدة كاشفا عن ممارسة ضغوط علي إيران مطالبا حلفاء الولاياتالمتحدة بمساعدته علي تطبيقها من خلال فرض حظر جديد علي إيران و الحرس الثوري الذي وصفه بأنه قوات إرهابية والعمل علي وقف برنامج إيران الصاروخي وتقديمها الدعم المادي والمالي للإرهاب. وسرعان ما رد الرئيس الإيراني حسن روحاني محذرا في مقابلة مع شبكة سي إن إن من أن واشنطن ستدفع الثمن غاليا إذا فكرت في تنفيذ تهديدات ترامب مشددا علي أن بلاده لن تدخل في مفاوضات جديدة. في الوقت نفسه, تصاعدت لهجة طهران علي لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف مؤكدا أن إيران تمتلك العديد من الخيارات تجاه نقض الاتفاق, في نفس التوقيت الذي أطلق فيه قائد الحرس الثوري تصريحات نارية لواشنطن وهدد بضرب قواعدها إن لجأت لوضع ميليشياته ضمن قائمة الإرهاب وطالبها بنقل قواعدها العسكرية إلي مسافة2000 كم وهي مدي الصواريخ الإيرانية إذا نفذت قرار الحظر علي طهران مع رفض التفاوض بشأن أي قضية إقليمية. وكان لأوروبا وروسيا رد فعل متساو وموحد تجاه تطور الأحداث, حيث حذر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الولاياتالمتحدة من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق النووي فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن الدبلوماسية الدولية لا مكان فيها للتهديد والتصريحات العدائية وأن مثل تلك الأساليب مصيرها الفشل. وأضافت أن فرض الأممالمتحدة لعقوبات علي إيران غير ممكنة مهما كان الموقف الأمريكي. وانتقدت صحيفة الإندبندنت البريطانية الإجراءات التي يحاول ترامب تطبيقها ضد إيران مشيرة إلي أن إلغاء الصفقة سيجعل العالم أقل أمنا وذلك لا يصب في مصلحة أحد وتحدثت عن وعود ترامب الانتخابية التي سبق أن قطعها ومنها بناء جدار مع المكسيك حيث لم يفعل الكثير تجاه الأمر. كما أن برنامج أوباما كير لم يتم إلغاؤه إلي الآن بعدما وعد بذلك إلا أنه بعد محاولات لإلغاء هذا البرنامج كان لا بد لترامب من أن يبحث عن ملف خارجي يحقق من خلاله وعوده الانتخابية فلم يجد أفضل من ملف إيران النووي. وأوضحت الصحيفة أن ملف إيران النووي بالنسبة إلي ترامب ليس أكثر من غطاء علي فشله في العديد من الملفات الداخلية وكل ذلك يعني أن منصب الرئيس في أمريكا بدأ يفقد هيبته الرمزية فالكثير مما يطمح إليه ترامب لم يكن قابلا للتحقيق