ما من أمر فيه خير للإنسان في الدنيا والآخرة إلا أمرنا به الله سبحانه وتعالي, وما من أمر فيه شر للإنسان في الدنيا والآخرة إلا حذرنا منه الله عز وجل, ومن الصفات التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالي الخوض لما من له آثار سلبية علي شخصية المسلم لأن الخائضين ليسوا أصحاب فكر ولا رأي مستقل, بل متلونون حسب المواقف والأحوال, وهذه من طباع النفاق والخائضون هم أذناب لأهل الباطل وهذا عمل حقير حيث إنهم يسيرون علي منهجهم في الأقوال والأفعال, ولذا حذرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلا لا يكن أحدكم إمعة ولذا كان الخوض من الأسباب التي تدخل صاحبها النار حيث يقولون وكنا نخوض مع الخائضين ولذا كان الخوض لا يكون إلا في الباطل من الأقوال والأفعال. يقول الدكتور علي الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة لم يكتف القرآن الكريم بتحذير المؤمنين من أهوال النار وما فيها من جحيم بل وصف حال أهل النار وهم يعذبون حتي يكون هذا أدعي إلي الالتزام بمنهج الله, وهذا يدل علي أن العناية الإلهية تكون مع المؤمنين في دنياهم وآخرتهم فعندما دخل المجرمون النار ولقوا من العذاب إذ بأصحاب اليمين يتساءلون عن أحوالهم وعن الأسباب التي جعلتهم من أهل النار, وإننا لنفهم من قول ربنا سبحانه وتعالي كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين وهو يصف أهل النار بالمجرمين لأنهم أفرطوا في الذنوب والمعاصي, وبلغوا من التخبط والإجرام مبلغا عظيما وكان مما فعلوه واقترفوه أنهم تركوا الصلاة وخاضوا مع الخائضين في أشياء كثيرة وإذ بهم يقولون لم نك من المصلين, ولم نكن نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وهنا نقف وقفة لنوضح معني الخوض في اللغة. وهو السير في الماء بدون تخطيط وتنظيم. وهذا الخوض لا يكاد يذكر في القرآن إلا في مواطن الذم, كما في قوله تعالي وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره الأنعام وكما في قول ربنا سبحان وتعالي فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم النساء ومصطلح الخوض يفيد إنه لا يكون إلا في الباطل من الأقوال والأفعال, وهذا الآن التي بصدد الحديث عنها وكنا نخوض مع الخائضين إنما تحذرنا من الشخصية الضعيفة وتدعونا إلي الاستقلال في الرأي والاستمساك بالحق حتي ولو كثر الخائضون, فالذين يخوضون مع الخائضين قد محيت شخصيتهم. ويضيف د. الجمال أنهم ليسوا أصحاب فكر ولا رأي وليست عندهم استقلالية مع الأخذ في الاعتبار أن الشخصية القوية هي إحدي صفات الرجولة الحقة. كما أن هذه الآية, وهي تحكي عن أحوال, أهل النار وكنا نخوض مع الخائضين لتدل دلالة واضحة أنهم كانوا يسيرون علي هذا المنهج الذي ذمه القرآن ألا وهو التقليد للآباء وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فالتقليد مذموم بكل ألوانه حتي في مجال فهم هذا الدين والتمذهب ببعض مذاهب الفقهاء السابقين, فأبو حنيفة مثلا يقول لتلميذه ويحك يا يعقوب لا تكتب عني كل ما أقول, فإنني أقول الرأي اليوم وأرجع عنه في الغد وكذلك الإمام أحمد يقول لتلميذه لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا وإن هذه الآية لتكشف عن أحوال المتلونين الذين يذهبون مع الواقف. فإن كانت في صالح مجموعة من الناس كانوا معهم ووقفوا ضد غيرهم بالمرصاد. وهذه طباع النفاق التي بينها القرآن للمؤمنين الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم. وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين النساء. ويوضح د. علي الله الجمال أن الثبات علي المبدأ أمر مهم في حياة الإنسان الذي يبحث عن ذاته ولا يريد أن يفقدها أما من فقد ذاته وخسر دينه فهو يموت كل يوم ألف مرة, يقول الدكتور محمد الطيب خضيري العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر إن من طبيعة الناس في أشكالهم ومعاملاتهم أنهم ليسوا علي وتيرة واحدة, فمنهم من يؤمن بفكر ما أو دين ما أو يكفر بهذا الفكر, وهذا الدين أو يكون بين الطائفتين لا هو مؤمن بهذا الفكر أو هذا الدين ولا هو كافر بهذا الفكر, ولا هذا الدين وتلك طبيعة الناس منذ أن خلق الله آدم عليه السلام وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين, فكان الناس أيام الرسل عليهم السلام إما مؤمنين بما جاءوا به وإما كافرون بما جاء به هؤلاء الرسل, ودائما هناك فريق ثالث لا هو مؤمن ولا هو كافرين, وتلك طبيعة الناس علي مر العصور والأجيال وإذا نظرنا إلي هذه الفئات الثلاث وجدنا أن شرهم منزلة هم الطائفة الوسطي الذين هم ليسوا بمؤمنين وليسوا بكافرين, ومن هنا نجد أن الله عز وجل سمي هذه الطائفة الوسطي بطائفة المنافقين وهم الذين لا يؤمنون ولا يكفرون بل هم مع كل فئة يتلونون حسب الظروف والأحوال فليس عندهم ولاء أو وفاء أو قاعدة واحدة يعيشون عليها فهم مذبذبون حسب الظروف والأحوال فيتغيرون سواء كان في إيمانهم أو في مجتمعاتهم حسب الظروف والأحوال. يقول الدكتور علي الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة لم يكتف القرآن الكريم بتحذير المؤمنين من أهوال النار وما فيها من جحيم بل وصف حال أهل النار وهم يعذبون حتي يكون هذا أدعي إلي الالتزام بمنهج الله, وهذا يدل علي أن العناية الإلهية تكون مع المؤمنين في دنياهم وآخرتهم فعندما دخل المجرمون النار ولقوا من العذاب إذ بأصحاب اليمين يتساءلون عن أحوالهم وعن الأسباب التي جعلتهم من أهل النار, وإننا لنفهم من قول ربنا سبحانه وتعالي كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين وهو يصف أهل النار بالمجرمين لأنهم أفرطوا في الذنوب والمعاصي, وبلغوا من التخبط والإجرام مبلغا عظيما وكان مما فعلوه واقترفوه أنهم تركوا الصلاة وخاضوا مع الخائضين في أشياء كثيرة وإذ بهم يقولون لم نكن من المصلين, ولم نكن نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وهنا نقف وقفة لنوضح معني الخوض في اللغة. وهو السير في الماء بدون تخطيط وتنظيم. وهذا الخوض لا يكاد يذكر في القرآن إلا في مواطن الذم, كما في قوله تعالي وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره الأنعام وكما في قول ربنا سبحان وتعالي فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم النساء ومصطلح الخوض يفيد إنه لا يكون إلا في الباطل من الأقوال والأفعال, وهذا الآن التي بصدد الحديث عنها وكنا نخوض مع الخائضين إنما تحذرنا من الشخصية الضعيفة وتدعونا إلي الاستقلال في الرأي والاستمساك بالحق حتي ولو كثر الخائضون, فالذين يخوضون مع الخائضين قد محيت شخصيتهم. ويضيف د. الجمال أنهم ليسوا أصحاب فكر ولا رأي وليست عندهم استقلالية مع الأخذ في الاعتبار أن الشخصية القوية هي إحدي صفات الرجولة الحقة.