لا يمكن أن يكون الانسحاب من مسابقةالدوري الممتاز حلا لأزمة أو طريقة حضارية ورياضية للاعتراض علي قرار ظالم لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم أو خطأ لحكم في مباراة أو أكثر. كما أن الانسحاب ليس بالقرار السهل الذي يمكن أن يفوض فيه مجلس الإدارة, بل يجب أن يكون حقا أصيلا للجمعية العمومية لأنه يرتبط بتاريخ ناد وجماهيريته وقاعدته العريضة ومستقبل لاعبيه ومدربيه وإدارييه وبيوتهم المفتوحة بمستحقاتهم من العقود والمرتبات والمكافآت! تسرع الزمالك عندما أعلن الانسحاببعد الهزيمة من المقاصة اعتراضا علي تسلل وركلة جزاء دفع ثمنهما ياسر محمود ومساعده, وأخطأ الإسماعيلي عندما أعلن الإنسحاب بعد هزيمته أمام طلائع الجيش بدعوي ركلة جزاء لم يحتسبها فهيم عمر.. فأخطاء الحكام واردة في أية مسابقة في العالم, وهي قد تكون أحيانا لصالح الفريق وفي أحيان أخري ضده, وكما يفرح بالأولي عليه أن يتقبل الثانية, وغير ذلك يعد تشكيكا في نزاهة الحكام وضمائرهم وهو أمر لو تم إقرارهوالإعتراف به لفسدت المسابقة من جذورها! الفريق الذي ينافس علي بطولة مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي لا يمكن أن تهزه نتيجة مباراة, ولا يؤثر فيه قرار عكسي لحكم.. ومن هنا يجب إعمال صوت العقل والوقوف عند المشكلة الأصلية دون اللجوء إلي الفروع التي يرون فيها السبيل لتمييع القضية للهروب من المحاسبة الجماهيرية.. فالإسماعيلي لم يظلموه في مباراة طلائع الجيش فقط, وإنما ظلموه ومنذ زمن بعيد, وبالتحديد منذ أن اعترفوا بأن قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك فقط- بالرغم من الفارق الكبير في البطولات بين الناديين- وقرروا أن يدفعوا لها دولارات الحكام الأجانب, ولم يضعوا الإسماعيلي في الصورة, لذا كان من الطبيعي أن يتجاهلوه في تعيينات الحكام الأفارقة والعرب للأسبوع رقم24! الأزمة في اتحاد أفلس وعجز عن إدارة الجبلاية, وكل قراراته لا تخلو من شبهة التحيز والإنقياد لجهةأو أخري, وما كان يجب علي الزمالك والإسماعيلي الإنضمام إلي جبهة المعارضة لمجرد تعرضهما لظلم فردي, بل كان يجب أن يبادرا ومعهما الأهلي للقيام بدور الزعامة وتبني فكرة الأندية الصغيرة في سحب الثقة من المجلس الذي أفسد كل شيء, وقضي علي كل اللجان, ووأد كل فكرة منشأنها أن تخدم اللعبة, ولكن علي ما يبدو أن الأهلي' مشغول' هذه الأيام بقضية الثماني سنوات لأنهاتمس المصلحة العليالقياداته! [email protected]