نسر ذهبي من نصر أكتوبر المحيد.. واجه الكثير من المتاعب لكنه لم ييأس واستمر في المواجهة واضعا أمامه هدف واحد وهو عودة سيناء لمصر والانتصار علي العدو إما النصر.. أو الشهادة.. مثله مثل أي من خيرة جند مصر الأوفياء حماة الأرض والعرض.. ترك أسرته ومنزله وحلق في عنان السماء حاملا سلاحه في يد وروحه علي اليد الأخري.. تعرض لكثير من الصعوبات نظرا لكونه طيران الخصم كانت الدقيقة تمر عليه وكأنها عام, ولأن الفرد المقاتل هو أساس الحرب وليست الأسلحة فاستمرت قواتنا العسكرية في الصمود أمام العدو لا يغرهم كثرة العدو ولا أسلحتهم الحديثة بالرغم من تقدمهم علينا في المعدات التكتيكية والأسلحة والأجهزه وتحدث اللواء حسين فهمي للأهرام المسائي في هذا الحوار في البداية سألته عن بداياته الأولي مع القوات المسلحة والانضمام لجيش النصر؟ التحقت بالكلية الجوية وقبلت ضمن الفرقة8 طيران, مقدم من الكلية الجوية طيار قتال, وسافرت إلي روسيا وأخذت تحويلا علي الميج17, وحينما عدت إلي مصر تم توزيعنا علي الأسراب وأخذت فيه فرقة قتال, عملت في السرب الخامس, ثم ذهبنا إلي سوريا وأثناء وجودنا تفككت الوحدة بين مصر وسوريا وتركنا طائراتنا في سوريا وأخذنا طائرات السوريين الموجودة بأنشاص وكونا نواة السرب الليلي, وكان من ضمن السرب الوردية ثلاثة طيارون مصريون قاموا بتدريس فرقة السرب الليلي لنا, وتكون السرب من13 طيارا وشغلت المناصب الآتية: طيار قتال نهاري وليلي ورئيس فرع شئون الظباط بالقوات الجوية, وقائد مركز عمليات بالقوات الجوية, وقائد منطقة جوية وهذه من المناصب العظيمة افتخر بها طوال حياتي وكان منظر القناة لا يفارقني فأنظر من عنان السماء لألقي نظرة عليها من تحتي وكان الوقت لا يمر في هذه اللحظة فأظن الدقيقة وكأنها عام كامل. كيف تنظر إلي ما تم من ترتيبات للتمهيد لنصر أكتوبر1973 ؟ كنت قائد لواء, وكان يوجد3 أسراب في مصر, وسرب في دمشق وكنت أقود الأسراب الثلاثة في ثلاثة مطارات( القطامية الصالحية الغردقة) وبدأت بالتدريب الحي علي الاستنزاف في ذخيرة العمليات وضرب في العمق واستمر التدريب إلي أن تحددت الأهداف وكان العدو يضرب صواريخ الهوك علي طول الجبهة وبدأت بالتدريب علي الصواريخ والرادارات ومن يضرب أولا وقمت بعمل موميت خشب للصواريخ ووضعتهم علي السيارات, كنت أقوم باستخدام4 سيارات واحدة عليها رادار وأخري بلوك قيادة وعندما تقلع الطائرات من المطار أعطي الأمر للسيارات بالانتشار بأماكن مختلفة وتقوم الطائرات بتحديد أماكن السيارات بدون توجيه أو رادار وأقوم بحساب الدرجة له من وقت الظهور وحتي الاختفاء, ووصلت بالتدريب بإحضار الطائرات الأربعة بعمل هجمتين قنابل وصواريخ في50 ثانية وهو توقيت قياسي. متي تلقيت الإشارة لبدء معركة النصر؟ تلقيت الإشارة يوم5 أكتوبر عندنا استدعيت من اللواء مبارك قائد القوات الجوية في ذلك الوقت وأعطانا ساعة وقت بدء الحرب وأبلغنا بأن الحرب غدا وأن عجلة الحرب قد دارت وقرأنا الفاتحة, وذهبت وبعد الاجتماع وبعد التوقيع علي الخرائط, ذهبت إلي القاعدة واجتمعت بالطيارين ولم أبلغ أحدا منهم بأي شيء وشددت عليهم بضرورة الإفطار وعدم الصيام لكثرة التدريب وذلك جعلهم يشكون في الأمر ولكن الحرب لم تمر علينا بسهولة فكل منا كان يشعر بالموت في كل لحظة وقبل أن نقلع كنا نشعر بالقلق لشعورنا بعدم العودة مرة أخري, ولكن هذا لم يؤثر علي أداء واجبنا, فدمرنا كل صواريخ الهوك علي طول الجبهة وضربنا بمنتهي القوة وكانت النتائج بنسبة100% والدليل علي مدي نجاح الطلعة أنه كان يوجد طلعة ثانية ولكنه تم إلغاؤها لأن جيمع الأهداف تم إصابتها في ذاكرة النصر هل لك أن تحدثنا عن أهم العمليات التي قمت بتنفيذها وشاركت بها في النصر؟ في الاستنزاف كنت قائد سرب وفي أثناء الحرب كنت قائد لواء, أول طلعة فالاستنزاف كانت يوم20 يوليو1969, كنا طائرات طوارئ وكان من المعهود أن يلقي عبدالناصر خطاب عيد الثورة23 يوليو, وأقلعنا يوم20 يوليو, وكان لمطار قويسنا ممر واحد بجوار طريق زراعي وذهبت لعمليات قويسنا وأخذت التعليمات بضرب مركز قيادة وأثناء عودتي رأيت الطيار حيدر دبوس في طريقه إلي الهدف, واشتبكت مع العدو مرة في سيناء ولكننا تفرقنا ولم أفقد أحدا من تشكيلي وانفصل حيدر أثناء الاشتباك وأصبحت لا أراه, واشتبكت مرة أخري في الإسماعيلية ولكنه كان اشتباكا كبيرا وفقدت طائرتين واستشهد الطيار شومان.