بدا أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة في آسيا مصدومين من كلمة الرئيس دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول والتي تعهد فيها, ليس فقط بالتحرك ضد نظام كيم جونج أون في كوريا الشمالية, ولكن أيضا بتدمير دولته التي يقطنها حوالي25 مليون شخص. وطبقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية- أمس فقد أشارت الصحيفة إلي أن ترامب وصف كيم, خلال خطابه, بالرجل الصاروخ وقال إن الولاياتالمتحدة سوف تدمر كوريا الشمالية تماما إذا لزم الأمر من أجل حماية حلفائها. هؤلاء الحلفاء, كما أوضحت الصحيفة, هم كوريا الجنوبية واليابان, التزموا الصمت حيال تهديد ترامب بإشعال الحرب داخل جارتهم كوريا الشمالية.. بينما حذرت الصين وروسيا بأن ترامب يسعي إلي إذكاء نار التوترات بالمنطقة. وقالت ان صمت رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كان واضحا بشكل خاص نظرا لأنه كان حريصا علي الموافقة علي كل كلمة تخرج من ترامب فيما يخص التعامل مع كوريا الشمالية لذلك رفض المتحدث باسم آبي, موتوسادا ماتانو, الإدلاء بتعليق علي خطاب ترامب. وأبرزت أن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن, الذي اتهمه ترامب في السابق بمحاولة استرضاء كوريا الشمالية من خلال الرغبة في التحدث مع النظام, حاول أيضا جاهدا في الأسابيع الأخيرة إظهار انه يتوافق في الرؤي مع ترامب. ذكرت الصحيفة أيضا أن المتحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي تجنب التعليق علي تصريح ترامب بشأن التدمير الكامل.. واكتفي بالقول: إن خطاب ترامب يؤكد ضرورة التعامل مع الشمال وأن سول تعتقد بأن الرئيس الأمريكي مازال ملتزما بالسلام. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم إن خطاب ترامب سيدق نواقيس الخطر في المنطقة..فقال جون ديلوري وهو أستاذ أمريكي متخصص في العلاقات الدولية بجامعة يونسي بسول, إن ثمة مخاوف تجلت في المشهد الراهن مع خطاب ترامب... متسائلا, هل حقا ستشتعل الحرب التي طالما تجنبناها منذ عام1953 ؟.. في إشارة إلي تاريخ انتهاء الحرب الكورية. من جانبه, قال ناروشيج ميشيشيتا, الخبير الكوري في المعهد الوطني للدراسات السياسية في طوكيو, إنه في الوقت الذي تدعم فيه حكومة آبي اتخاذ نهج حاد مع كوريا الشمالية, يخشي معظم الشعب الياباني من إمكانية معاناة بلدهم من جراء أي صراع وشيك بالمنطقة. وبالنسبة للصين, قال تشوي تشي بينج, مدير مركز بحوث شبه الجزيرة الكورية بجامعة تونجي في شانجهاي, إن الخيار العسكري لايمكن تخيله.. مكلف للغاية. كما حذر تشوي- حسبما نقلت واشنطن بوست في ختام تقريرها- من أن أي تحرك عسكري من جانب الولاياتالمتحدة من شأنه أن يضع بكين في موقف صعب لن يترك لها خيارا سوي الرد.