في تصرف لا يرقي للتقاليد الدبلوماسية ولا يراعي الأعراف السياسية العربية هاجم ممثل النظام القطري علي مستوي وزراء الخارجية العرب أمس مجموعة الدول العربية الداعية لمكافحة للإرهاب بألفاظ لا تليق بالتمثيل الدبلوماسي. وهو ما رفضته مصر والسعودية, حيث احتد وزير الخارجية سامح شكري علي مندوب قطر واصفا ما ورد في كلمة الوزير القطري بالتدني الأخلاقي الذي لا يليق في التحدث مع دول لها تاريخ في الحضارة الإنسانية. وأكد أحمد عبد العزيز قطان, سفير السعودية ومندوبها الدائم لدي الجامعة أن الإجراءات التي اتخذتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر هي إجراءات سيادية وتمت بناء علي السياسيات الخاطئة التي تمارسها الحكومة القطرية علي مدي سنوات طويلة فيما يتعلق بدعم الإرهاب وتمويل واستضافة المتورطين بالإرهاب علي أراضيها ونشر الكراهية والتحريض وتدخلها في الشئون الداخلية للدول الأخري. ومن جانبه, أكد السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أمين عام اتحاد المستثمرين العرب, رفضه القاطع لتجاوزات مندوب قطر لدي الجامعة, موضحا أن جامعة الدول العربية لها الحق في تجميد عضوية قطر بموافقة أغلبية الأعضاء موضحا أن الجامعة سبق وقررت تجميد عضوية سوريا وليبيا في وقت سابق. وأكدت الدكتورة نهي بكر, أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية, أن تطاول مندوب قطر خطأ تاريخي, مشيرة إلي أنه يمكن تجميد عضوية قطر بالجامعة ولكن لابد أن نترك الباب مفتوحا حتي تعود إلي رشدها, موضحة أن قطر تحاول بأكاذيبها كسب التعاطف الدولي ونفي ما قيل عن دعمها للإرهاب مؤكدة أن إشادة مندوب قطربإيران خطأ تاريخي أيضا. فيما قال جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة, مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية, إن قطر تواصل نفس سياسات الكذب والتضليل حتي الآن وتتخذ جامعة الدول العربية كمنبر إضافي للترويج لأفكارها بشكل أقل انضباطا مما يحدث بالمحافل الدولية لأن الجامعة لا توجد فيها إجراءات عقابية تساعد علي حفظ النظام داخل الجلسات, مشيرا إلي أن قطر ماضية في غيها وطريقها ولابد أن تغير موقفها وتأخذ بعين الاعتبار المطالب المشروعة لدول الرباعي العربي. ومن جانبه, قال اللواء يحيي كدواني, وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب, إن النظام الحاكم في قطر لن يتوقف عن ترويج الأكاذيب لأنه يعتقد أنهم أذكي من الشعوب العربية, مؤكدا أن جميع دول العالم تعلم الدعم القطري للإرهاب ولكن نظام قطر يكذب ويصدق نفسه. كانت الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الخارجية العرب أمس قد شهدت حالة من الجدل والنقاش الحاد خلفتها كلمة وزير الدولة القطري للشئون الخارجية سلطان المريخي الذي كان آخر المتحدثين في قائمة الوزراء. وقال وزير الخارجية, في تعقيبه علي مداخلة الوزير القطري, نحن لا نقبل بما تحدث به مندوب قطر ونعتبر كلامه خارجا لا يجب أن يثار, وأن أسلوبه غير مقبول, مؤكدا أن مصر تعرضت لإرهاب تم بتمويل قطري وسقط شهداء من أبناء مصر, مشددا علي أن هذه حقوق لن تضيع. وأضاف: نحن شعوب يمتد تاريخنا لسبعة آلاف سنة وعندما نتكلم نتكلم عن حقائق وعندما نتصرف نتصرف بمسئولية. وقال وزير الخارجية: سوف نستمر في الدفاع عن مصالحنا والدفاع عن مواطنينا واتخاذ كل الإجراءات التي تكفلها القوانين الدولية. من جانبه, أبدي السفير أحمد عبد العزيز قطان سفير السعودية استغرابه من وصف وزير الشئون الخارجية القطري سلطان المريخي خلال مداخلته في اجتماع وزراء الخارجية العرب لإيران بأنها دولة شريفة. وتساءل قطان كيف يقول: إن إيران دولة شريفة وهي تتآمر علي دول الخليج ولها شبكات جاسوسية مثلما حدث في الكويت؟. وردا علي قول الوزير القطري: إن هدف الدول الأربع هو تغيير نظام الحكم في قطر, قال إن الإجراءات التي اتخذتها كل من السعودية والإمارات ومملكة البحرين ومصر ضد قطر هي إجراءات سيادية وتمت بناء علي السياسات الخاطئة التي تمارسها الحكومة القطرية علي مدار سنوات طويلة, فيما يتعلق بدعم الإرهاب وتمويل واستضافة المتورطين بالإرهاب علي أراضيها ونشر الكراهية والتحريض وتدخلها في الشئون الداخلية للدول الأخري.