لليوم الثاني علي التوالي استقبلت أمس سجادة فينسيا الحمراء النجم الإسباني العالمي خافيير بارديم, مع صناع فيلمLovingPaplo المشارك في القسم الرسمي خارج المسابقة ويجسد فيه شخصية بابلو اسكوبار إمبراطور تجارة المخدرات في كولومبيا خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وتشاركه البطولة النجمة بينلوبي كروز, بينما كان علي السجادة الحمراء أمس الأول بصحبة النجمة جينفر لورنس وفريق عمل فيلم ماذر! الذي ينافس به علي جوائز المسابقة الرسمية. وقال خافيير: إن كتاب فيرجينيا فاليجو عن هذه الشخصية التي عرفتها عن قرب هو ما جذبه لتقديم شخصية اسكوبار التي كان يرفض من قبل أدائها لأن الكتاب حاول أن يوضح طريقة تفكيره من خلال علاقته بهذه الصحفية التي تروي تجربتها معه ووقوعها في غرامه, مضيفا أنه كان مهتما بالوصول للسبب وراء هذا التناقض العجيب في شخصية اسكوبار الذي كان أبا محبا لأبنائه ويرعاهم جيدا وفي نفس الوقت هو السبب الرئيسي في حزن ودمار أسر بأكملها علي أبنائهم بسبب تجارة المخدرات وجرائمه ضد كل من يقف في طريقه. وأضاف أن كل ممثل عليه أن يدافع عن شخصيته ويبحث لها عن المبررات حتي يتمكن من أدائها بصدق, وتعقيدات شخصية اسكوبار ربما تحتاج لسنوات لفهمها وتحليل التناقض الكبير الذي تحمله, مضيفا أنه بالرغم من كل شيء كان انسانا وينحدر من أصول بسيطة لأسرة عادية وبالتأكيد حدث شيء في حياته حوله لهذا الوحش المهيمن الذي يسيطر علي مجتمع بأكمله ويجعل كل من فيه مسخرا لتوفير احتياجاته لهذا كان يسعي في الفيلم للبحث عن الأسباب ليس دفاعا عن اسكوبار وإنما في محاولة لفهم تصرفاته. وأشار إلي أن من بين الألغاز التي تحيط بشخصيته أيضا هو حب الكثيرين له علي الرغم من كل جرائمه فقد كان شخصية محبوبة في المجتمع ومازال يلقي إعجاب الكثيرين حتي الآن وهو أمر صادم, لذلك كان لابد أيضا من التعرف علي ما كان يحدث في كولومبيا خلال هذه الفترة والتعرف أيضا علي طريقة تفكير هذا الشخص لأنه كغيره من الشخصيات الشريرة ترك أثره في العالم وغير التاريخ, مؤكدا أنه من الشخصيات التي جذبته لأدائها لكنها لا تبقي معه ويصر علي نسيانها بمجرد الخروج من موقع التصوير. وقالت بينلوبي كروز إن الكتاب ساعدها كثيرا في التعرف علي شخصية الصحفية فيرجينيا فاليجو التي وقعت في غرام بابلو ووجدت نفسها منجذبة إليه بسرعة كبيرة, مشيرة إلي أنها قامت بالبحث لساعات طويلة وفهمت من خلال الكتاب طريقة تفكيرها حتي تستطيع تقمص الشخصية دون الحكم عليها, فالسينما ليس بالضرورة أن تغير العالم لكن بالتأكيد تقع عليها مسئولية في التأثير في الناس, مضيفة أن فيرجينا انجذبت لشخصية بابلو القوية وتحكم فيها حبها ولم تعرف في البداية إلي اي مدي تعرض حياتها للخطر وعندما أدركت الخطأ الذي وقعت فيه كان الأوان قد فات للتراجع, ومرت بمعاناة كبيرة وهي تعيش في هذا العالم المليء بالجرائم. وعن تصوير الفيلم باللغة الإنجليزية بدلا من الإسبانية رغم أن الأحداث بالكامل تدور في كولومبيا قال خافيير الذي قام أيضا بإنتاج الفيلم: إنه من الصعب تسويق الفيلم عالميا إذا كان بلغة أخري غير الإنجليزية لأن القوانين التي تحكم السوق السينمائية لا تسمح بذلك, وكان من المهم بالنسبة له أن يعرض الفيلم في دول مختلفة لأن بابلو اسكوبار أثر في العالم كله, مضيفا أنه لا يعتقد أنها أزمة كبيرة أن يصور الفيلم بالإنجليزية فالكثير من الأفلام قامت بنفس الشيء وحققت نجاحا عالميا مثل د. زيفاجو علي سبيل المثال, مؤكدا أن الفيلم في نفس الوقت يحمل نكهة كولومبية واضحة من خلال اللكنة الإسبانية التي يتحدث بها الأبطال ويتضمن بعض الجمل الإسبانية في مشاهد محددة. ومن جانب آخر قدم أمس الأخوان مانييتي فيلما في المسابقة الرسمية للمهرجان بعنوانAmmoreemalavita أو الحب والألم الذي ينتمي لنوعية الأفلام الموسيقية الغنائية ولاقي إعجاب الحضور في المهرجان; حيث إن أحداثه تدور في مدينة نابلس الإيطالية ويحمل الكثير من روح المدينة الثقافية والاجتماعية والفنية, إلي جانب الروح المرحة التي تضمنها الفيلم رغم أن أحداثه تدور في عالم الأكشن والجريمة. الفيلم بطولة جيمباولو موريلي وكلاوديا جيريني وسيرينا روزي ورايز وكارلو بيكروسو وتأليف وإخراج أنطونيو وماركو مانييتي ويروي الفيلم قصة تشيرو رجل العصابات الذي يضطر لمخالفة قرار رئيسه بقتل ممرضة لأنه يكتشف أنها حبه الأول التي ارتبط بها منذ الصغر وتركها بعد مقتل والده ودخوله لعالم الجريمة, ويصدر الرئيس وزوجته أمرا وقتله ويحاول تشيرو الحفاظ علي حياته وحياة حبيبته بالقضاء علي كل أفراد العصابة, واستخدم الأخوان مانييتي علي مدار الفيلم نوعا من المحاكاة والسخرية من كل أفلام الأكشن والإثارة الشهيرة التي تعشقها زوجة رئيس العصابة خاصة سلسلة أفلام جيمس بوند بالإضافة إلي استخدام الأغاني للتعبير عن مشاعر الأبطال بدلا من الحوارات الطويلة وفي كثير من الأحيان كانت تمثل جزءا من الحس الكوميدي الذي يقدمه الفيلم. ورفض الأخوان مانيتي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب عرض الفيلم الربط بينه وبين الفيلم الأمريكي الشهير لا لا لاند مؤكدان أنهما لم يشاهداه حتي الآن وبالتالي لم يتأثرا به أثناء كتابة فيلمهما إلا أن إقبال الجمهور علي الأفلام الموسيقية الغنائية يشجع علي عودتها بقوة مرة أخري, وأكدا أن فيلمهما يقدم حالة نابوليتانية تعبر عن أجواء مدينة نابلس التي يري البعض أنها مكان للعصابات والجريمة فقط بينما تمتلك المدينة تراثا اجتماعيا وثقافيا يميزها عن كل المدن وبها واحد من أجمل شواطئ العالم وحاولا إبراز جمالها في الفيلم بطرق مختلفة.