انضمت النجمة الأمريكية جينفر لورنس للمخرج دارين أرنوفسكي في رحلة عجيبة, قدمت فيها شخصية غريبة عنهايملأها الخوف من كل شيء, وتبحث عن الحب والعزلة بعيدا عن وحشية العالم, فيلمMother! أو االأمب الذي عرض أمس في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي تقدم فيه جينفر شخصية يعتبرها المخرج أرنوفسكي هي الأرض والطبيعة- الكوكب الأم- التي تعاني من كل الكوارث و أفعال البشر الشيطانية. وشارك في هذه الرحلة النجوم خافيير بارديم وإد هاريس وميشيل فايفر, ويروي الفيلم قصة العلاقة بين زوجين اخافيير وجينفرب والغزو الذي يغير حياتهم عندما يحل طبيب وزوجته ااد وميشيلب ضيوفا عليهم بترحيب من الزوج الكاتب المعروف اخافييرب بينما تخشي الأم هذا الغزو الذي امتد لعدد أكبر من الأشخاص دمروا جزءا من المنزل, وتحقق الأم أمنيتها بالحمل ويعود زوجها للكتابة, وعندما تستعد للاحتفال معه علي انفراد, يهجم علي المنزل غزو جديد لمن هم من المفترض أن يكونوا معجبينه ويعتبر هذا المشهد أهم مشاهد الفيلم حيث تسعي جينفر للهرب من الهجوم الذي وقع عليها وعلي منزلها في نفس الوقت الذي تشعر فيه بأنها توشك علي وضع طفلها وتصرخ من الألم وتنتقل في جوانب المنزل في محاولة للهرب وهنا يستعرض مخرج العمل أرنوفسكي عددا من الكوارث التي تشهدها الأرض علي يد البشر ومنها الحروب وخطف النساء وبيعهم كالسلع والجماعات المتطرفة والفتن والتضحية بالبشر وغيرها من الشرور وتضع االأمب طفلها ويأخذه الزوج لعرضه للمعجبين ويلتهمونه أمام عينيها, ولا تتمالك نفسها فتقتل عدد بلور ثم تحرق المنزل بكل من فيه ويحملها الزوج طالبا منها منحه حبها من جديد فيقتلع قلبها قبل أن تتحول إلي رماد ويصبح القلب حجرا كريما. من جانبه قال أرنوفسكي خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم إنه يترك تفسير الرمزيات التي يقدمها الفيلم للجمهور, لكي يراها كل شخص كما يحلو له ويضع التفسيرات بنفسه ولكن من يريد التعمق في الأمر عليه أن يقرأ في الإنجيل عن االيوم السادسب وهو أحد الأسماء التي يسمي بها الفيلم في بداية العمل, مشيرا إلي أن هذا الفيلم تجربة غريبة بالنسبة له فهو الوحيد من بين أفلامه كلها الذي لم يستغرق وقتا طويلا حتي يقدمه, حيث انتهي منه في20 يوما فقط بخلاف أفلامه السابقة مثل ابلاك سوانب الذي استغرق منه10 سنوات حتي انتهي منه, مضيفا أن فكرة اماذرب جاءته من حالة الغضب التي لدينا جميعا بسبب كل ما نراه يحدث حولنا في العالم ونقف عاجزين عن مواجهته. وأشار إلي أن الموسيقي تلعب دورا كبيرا في الفيلم وفي توصيل إحساس البطلة للجمهور وكأنه في مكانها ويشعر بنفس خوفها من هذا الغزو ومما يمكن أن يحدث لها وفقدها للإحساس بالامان للشعور بغزو الأرض, مؤكدا أن ما يحدث في أي مكان في العالم يؤثر علينا جميعا أيا كان مكاننا فما يحدث في بكين يؤثر علي إيطاليا وأمريكا وغيرها لأننا جميعا نعيش علي نفس الأرض. وأكدت جينفر أن هذه الشخصية مختلفة تماما عما قدمته من قبل وشخصية المرأة القوية التي قدمتها في أفلامها السابقة ومختلفة أيضا عن طبيعتها, مضيفة أن من بين التفاصيل المهمة الخاصة بالشخصية هي أنها كانت تستمد قوتها من الأرض ومن هذا المنزل لهذا كانت تسير حافية القدمين, وفي كل موقف تشعر فيه بالخوف تغلق عينيها وتستند برأسها علي أحد جدران المنزل. كما عرض أمس في القسم الرسمي خارج المسابقة الرسمية تجربة جديدة للنجم جيم كاري مع المخرج كريس سميث وهو فيلم جيم واندي العظمة خلفة قصة جيم كاري واندي كوفمان وهو أقرب لفيلم تسجيلي يضم مشاهد كواليس عن تقمص جيم كاري لشخصية اندي كوفمان أثناء تصويره لفيلم رجل علي القمر. وحضر جيم كاري المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم في عرضه العالمي الأول بمهرجان فينسيا, حيث قال إنه سعيد بهذه التجربة المختلفة مع مخرج شاب والتي أعادته لذكريات ومرحلة من حياته الفنية يعتز بها, مشيرا إلي أن كل الأفلام التي قدمها خلال مسيرته الفنية مهمه بالنسبة له لأنه يري في كل منها فكرة معينة مرتبطة بطريقة تفكيره في الأمور وهو ما يجعل كل الأعمال ذات أهمية بالنسبة لها مهما كانت تبدو تافهة, علي سبيل المثال فيلم الغبي والأغبي منه وافق علي تقديمه لأنه كان يريد من خلاله أن يقول إن الأبرياء لابد أن يفوزوا في النهاية. وأضاف أن الأفلام الكوميدية الساخرة التي قدمها في بدايته وحققت له الشهرة كان يسخر فيها من كل شيء وأراد تدمير الصورة الهوليودية بالسخرية من الجميع خاصة القادة الكبار الذين يدعون أنهم لديهم إجابة لكل شيء والشخصيات المهمة مثل شيرلوك هولمز وكلينت استوود وغيرها كان يسخر منها بالكوميديا, مؤكدا أن الصدق دائما هو الأساس, مشيرا إلي فيلم القناع والمدينة التي يرتدي فيها الجميع أقنعة وبمجرد أن يكشف شخص واحد بصدقه زيف هذه الأقنعة تظهر علي الوجوه وتسقط ولا يستطيع أحد إخفاء حقيقته مرة أخري. وأشار إلي أن نجم الكوميديا الراحل جيري لويس كان مثله الأعلي الذي ارتبط به منذ الصغر فهو أيقونة الكوميديا وكان عبقريا بطرق مختلفة ووفاته أثرت في العالم, مضيفا أن جيري لويس لم يكن الفنان الوحيد الذي تأثر به فقد تأثر بالكثير من الفنانين العظام سواء كانوا كوميديانات أو من فناني الدراما.