لا نريد الانشغال بانقاذ الحكومة وإنما نتطلع لحكومة انقاذ تضع البلاد والعباد علي أعتاب النهضة الشاملة التي حان وقتها بفرصة استثنائية وفريدة لن تتكرر. والمسألة ليست أبدا في اجراء تعديل من عدمه ولكن في تغيير المنهج والرؤية والقدرة علي الحسم والتفاعل. نريد من الحكومة التي يحظي رئيسها بقبول شعبي أن تثبت عمليا أن مصر قد تغيرت, ولم يعد مفهوما أو مقبولا استمرار بعض مظاهر الفساد في مؤسسات الدولة, وأن تبقي الاجور العالية علي حالها وبدون حد أقصي رغم الصعاب والقروض وحالة التقشف المعلنة, والتركيز الاعلامي والرسمي علي الحد الأدني يفسح المجال لصرف الانتباه عن عشرات ومئات الالاف من الجنيهات التي تخصص للمحظوظين ليزداد الثراء من المال العام, وفي الوقت الذي نفتقد فيه للشفافية المطلوبة في أوجه الصرف والانفاق باعتبارها البداية الصحيحة للاصلاح ومحاربة الفساد. نريد من الوزراء أن يتركوا مكاتبهم والقاعات المكيفة واللقاءات الاعلامية المتتالية ليكونوا بين الناس في الشوارع وخارج المدن الرئيسية حيث توجد الأغلبية الساحقة المسحوقة من المصريين البسطاء. نريد وزيرا يتجول في الأسواق للتعرف علي الأسعار بدون الحديث المعاد والممل عن الرقابة الوهمية والدعم الذي لا يصل لأصحابه في الوقت الذي يكتوي فيه المواطن بالغلاء مع صباح كل يوم. نريد وزيرا يتفقد حالة الطرق البطيئة والسريعة والمواصلات والقطارات وغياب الخدمات الضرورية والاسعافية مما يؤدي لحوادث تفوق خسائر الحروب التي تدور حولنا. نريد قضايا جديدة تفتح الافاق الواسعة لمجتمع ناهض بدلا من المحفوظات القديمة التي يجب حسمها بأقصي سرعة وحتي لا نظل للأبد أسري العلاج علي نفقة الدولة وجودة التعليم والتعديات علي الاراضي الزراعية وغيرها من عناوين باتت تتوارثها الأجيال. نريد من وزير يدرك معني وجوده بعد الثورة مما يفرض مسئوليات مضاعفة أمام الله وأمام الشعب, وأن يكون قدوة في سلوكه وحديثه ولا يسعي لاستفزاز الاخرين استعراضا لتاريخه وعلمه, وأن يعلم أن التاريخ سوف يكون له أو عليه مع ضرورة استخلاص العبرة بما نراه باعيننا من أحداث أشبه بالمعجزات وأساطير الأولين. والشجاعة كل الشجاعة أن يبادر من لا يستطيع الوفاء بالمهمة أن يعلن عن اعتذاره وانسحابه, وعندها سوف يصفق له الجميع. muradezzelarab@hotmailcom