ما بين الفقر المدقع والحرمان الشديد وجد شباب قري أسيوط أنفسهم محرمون إجباريا من ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية داخل مراكز الشباب- المخصصة لهم- التي تحكمها القبلية في قلب الصعيد حيث تسيطر العائلات علي مجالس إدارة مراكز الشباب من أجل الهيمنة وليس إدارة المنظومة وهو ما أدي إلي تدهور حال الممارسة داخل تلك المراكز وباتت في حالة يرثي لها.. فضلا عن افتقار عدد كبير من القري لمراكز الشباب من الأساس والأكثر من ذلك القرارات العقيمة التي قضت علي دور مراكز الشباب في تخريج البطل هذا بخلاف العديد من المشكلات التي تؤكد وهمية دور مراكز الشباب في الصعيد. يقول يوسف خالد عامر محاسب- إن مراكز الشباب تحولت إلي ملاهي ليلية بعدما اهتمت إداراتها باستقطاع أجزاء منها لإقامة قاعة أفراح وكافتريات ومحلات تجارية مثلما حدث بمركز شباب أبنوب لينصب كل الاهتمام من قبل الإدارة علي تشغيل هذه المشروعات التجارية وتأجير ملعب كرة القدم وباقي الأنشطة يتم تنفيذها علي الورق فقط من خلال التقارير الشهرية الوهمية لتضيع حقوق الشباب في ممارسة النشاط الرياضي والثقافي داخل مراكز الشباب. ويشير جمال عثمان إسماعيل- رئيس مجلس الإدارة السابق لمركز شباب المعصرة- إلي أن الدعم المادي هو السبب الرئيسي لإفشال جهود مجالس الإدارة في تنفيذ مخططات مراكز الشباب حيث لا يوجد أي دعم مادي لمراكز شباب القري والاهتمام يصب من قبل وزارة الرياضة لمراكز المدن والأندية فهل يعقل أن يقوم مركز الشباب بعمل أنشطة متعددة بميزانية لا تتجاوز مبلغ3 آلاف جنيه هي قيمة دعم الوزارة للمركز طوال العام لذا كنا نجاهد لجمع التبرعات وعمل الاشتراكات في محاولة لزيادة الموارد ولكن تبقي الحقيقة المؤلمة وهي أن هذه المراكز عديمة الفائدة بسبب عدم توافر الدعم. ويري أيمن محمد سليم أحد الشباب- أن القرارات المجحفة التي اتخذتها الدولة مؤخرا قضت علي مراكز الشباب خاصة قرار تحويل مراكز الشباب إلي قطاع ممارسة فقط وقصور قطاع البطولة علي الأندية وهو ما قضي علي أحلام الشباب بالقري التي لا يوجد بها أندية لكي تتمكن من المشاركة في البطولات المحلية والدولية لذا يجب استصدار قرار سريع بعودة مراكز الشباب إلي سابق عهدها كقطاع ممارسة وبطولة حتي تمثل عنصر جذب للشباب الراغبين في خوض البطولات والمنافسات بالاتحادات الرياضية. وانتقد علي جاد علي خريج جامعي- غياب الأنشطة الثقافية والتوعية الدينية بمراكز الشباب وهو ما أدي إلي انتشار الفكر المتطرف خاصة بالقري التي وقعت فريسة للجماعات ذات الفكر المتطرف لذا يجب عودة مراكز الشباب الثقافية إلي دورها التنويري المعهود ولن يتم ذلك إلا من خلال الدعم المادي الجيد لهذه الأنشطة حتي يتسني للقائمين عليها الأنفاق علي النشاط. ويوضح حمدي سيد خلف من قرية العصارة أن حال القري في مصر بات يرثي له وأغلب سكانها محرومون من ممارسة النشاط الرياضي ففي قرية العصارة لا يجد أطفال وشباب القرية مكانا لممارسة الأنشطة الرياضية بالرغم من تعداد القرية الذي يتجاوز ال50 ألف نسمة وهو ما يدفع الشباب لقضاء أغلب أوقاتهم علي المقاهي والكافيتريات أو في الطرقات والشوارع وربما في مكاتب الإنترنت التي انتشرت بصورة عشوائية ولا يدري أحد ماذا يشاهد الشباب أو يمارس في تلك الأماكن المشبوهة هذا فضلا عن أن أطفال القرية يضطرون لتقاسم ساحة سوق المواشي مع البهائم ذاتها لكي يتمكنوا من ممارسة كرة القدم في هذه الساحة الوحيدة بالقرية لعدم وجود مركز شباب بالقرية خاصة أن الملعب الخماسي الخاص الذي أنشأه أحد الأهالي يفوق قدرات البسطاء من الشباب والأطفال الذي يعشقون لعب الكرة. وأكد محمد محمود- وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط- أن الوزارة تسعي دائما إلي تطوير مراكز الشباب ودعمها والتوسع في إنشائها لدورها المهم في توجيه طاقات الشباب حيث وصل عدد مراكز الشباب بأسيوط إلي154 مركزا بالقري و15 مركزا بالمدينة بالإضافة إلي10 ملاعب مفتوحة تم تجهيزها بالنجيل الصناعي لإتاحة الفرصة أمام الشباب لممارسة الرياضة وقال: نسعي خلال الفترة الأخيرة إلي تطوير مراكز الشباب القائمة; حيث تم عمل ملعب النجيل الصناعي بمركز شباب بني مر التابع لإدارة شباب الفتح بتكلفة قدرها300 ألف جنيه استغرقت نحو شهر ونصف الشهر; حيث تم عمل أسوار وتغطية كاملة بالشبك للملعب من جميع الجهات وعمل صيانة لأرضية الملعب وإضافة مادة الربر لها وأضاف وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط أنه يتم أيضا تطوير مركز شباب الدوير التابع لإدارة شباب صدفا بتكلفة قدرها مليون و200 ألف جنيه والذي بدأ تطويره, شهر فبراير الماضي وقال سيد زكريا- وكيل المديرية- إنه بالفعل هناك العديد من العقبات التي تواجهه مراكز الشباب ومنها سيطرة العصبيات علي مجالس الإدارة وهو أمر خارج عن سيطرتنا لأن هذا الأمر خاضعا لانتخابات الجمعية العمومية للمركز وأري أن الحل الوحيد هو توسيع قاعدة الاشتراكات والمشاركة حتي تتسع أعداد الجمعية العمومية ومن ثم تتفت الأصوات وتظهر عناصر جديدة وفيما يخص تحول مراكز الشباب لملاهي ليلية بسبب قاعات الأفراح والمحلات التجارية فهذا يتم طبقا لقرارات الوزارة وله بعدان الأول يتعلق بالبعد الاجتماعي لخدمة أهالي القرية أو المركز والثاني بالبعد الاقتصادي لزيادة موارد المركز لكي يتمكن القائمين عليه من الأنفاق علي كل الأنشطة.