أكد الشاعر صبحي موسي مدير النشر بهيئة قصور الثقافة انه لا نية في تقليص عدد السلاسل علي عكس ما يتردد اخيرا, وأن كل ما نفكر فيه هوتطوير النشر بالهيئة. وكشف موسي انه حتي الآن لم يجتمع مجلس النشر لإصدار قرارات بهذا الشأن, موضحا أن تصريحات رئيس الهيئة الاخيرة حول التغيير لا تعني الإطاحة برؤساء تحرير السلاسل, ولا أن التغيير يقصد به أشخاصا بأعينهم ولا سلاسل معينة, لكنها محاولة للتغيير وتنشيط النشر. وأوضح أن وضع سياسة النشر بالهيئة هو قرار مشترك بين المشرف العام علي النشر وأمين عام لجنة النشر, ورئيس الهيئة, وهم يكونون مجلس أمناء النشر, مؤكدا أن اللحظة التي نشهدها هي جديدة بوجه عام, لكنها لن تؤدي لسياسة مختلفة كثيرا لأننا أبناء الهيئة, لكنها رؤي للتطوير, لأن السلاسل التي تصدرها الهيئة يحمل بعضها كثيرا من السلبيات حدثت في السنوات الاخيرة من فرط المجاملات, قامت سلاسل جديدة ليس لها معني وتتعارض مع سلاسل لها وجود حتي أنها لا تجد الآن كتبا تنشرها في تخصصها. وأكد موسي أن ما عليه فعله هو تقييم أداء تلك السلاسل ومدي تعاملها وتفاعلها مع باقي هيئات التحرير, كما سيتم تقييم أداء رؤساء تحرير هذه السلاسل, للعمل علي إلغاء ما يتعارض مع باقي الإصدارات وما يحمل من سلبيات أكثر من ايجابياته, كما يمكن استحداث سلاسل جديدة بعناوين جديدة إذا لزم الأمر. يأتي ذلك علي خلفية حالة من الارتباك تسود هيئة قصور الثقافة, تسبب فيها خلاف نشأ بين الكاتب ابراهيم أصلان, رئيس تحرير سلسلة آفاق عربية والشاعر سعد عبد الرحمن, رئيس الهيئة. وكان الطرفان قد نشب بينهما خلاف نتيجة تصريحات صحفية أدلي بها رئيس الهيئة, واعتبرها أصلان غير لائقة بحق رؤساء تحرير سلاسل الهيئة من كبار أدباء مصر, مما دعاه إلي الاستقالة من رئاسة تحرير السلسلة. وهو ما يطرح التساؤل حول طبيعة النشر في الهيئة ومن المسئول عن وضع سياستها؟. وقال الكاتب خيري شلبي, رئيس تحرير سلسلة الدراسات الشعبية, انه يظن أن الخلافات قد انتهت, لأنها كانت علي خلفية سوء فهم ليس أكثر, مضيفا: إن كلا منا, كرؤساء تحرير للسلاسل, مسئول عما يصدره ولا يتدخل أحد بسياستنا أو إدارتنا لها, لأننا مسئولون عنها أمام القانون والهيئة والقاريء. وأكد الشاعر محمد كشيك, الأمين العام الأسبق للجنة العليا للنشر بالهيئة, أن سياسة النشر بالهيئة تعتمد علي إعطاء حرية التعبير لكل مبدع دون التدخل في انتاجه, وهذا ما تم خلال السنوات الخمس التي هي مدة إدارته لأمانة النشر, حتي ظهرت مشكلة الروايات الثلاث وأبدي دهشته من الخلاف الحادث بين أصلان وعبد الرحمن, لافتا إلي أن منصب رئيس الهيئة لا يجعله يتدخل في السياسة التحريرية للسلاسل إلا في حالات قليلة, مثل أن يدعو إلي إصدار كتب تناسب الجو العام, وأن تكون هناك أولوية للكتب التي تتفق مع الأحداث الجارية. ودعا كشيك لإعادة النظر في المعايير المنظمة لمشروع النشر بالهيئة, يتم الانتصار فيه للإبداع الحقيقي, مؤكدا ضرورة وضع مقترحات جديدة مثل ميثاق شرف ثقافي, كما يجب أن تدخل دماء جديدة من النقاد لتحكيم العمل الإبداعي وفقا للذائقة الجديدة. وعن مدي تأثير سياسة النشر الحكومي داخل الهيئة علي النشر الخاص أكد الناشر والكاتب مكاوي سعيد أن المؤسسات الحكومية لا تؤثر علي النشر الخاص, بل تخفف من أعبائه, موضحا أن مؤسسة مثل هيئة قصور الثقافة تنشر لأدباء الأقاليم الذين تستطيع تصل لإبداعهم علي عكس النشر الخاص, وهناك أيضا من لايستطيع من الكتاب أن يتحمل تكلفة النشر فيذهب إلي النشر الحكومي. وقال مكاوي ان المؤسسات تكمل دور النشر الخاص, خاصة أنها تصدر كتبا متخصصة وكتبا تراثية لا يلتفت لها النشر الخاص, لافتا إلي أن أي معوقات في سير النشر بالهيئة سيعود بالسلب أيضا علي الناشر الخاص, لأنه سيفتح المجال لكتاب غير محترفين أن يدخلوا المجال عن طريق دور نشر لا تهتم بمعيار القيمة الابداعية وتنشر لكل من يستطيع أن يتحمل تكلفة كتابه, وبهذا سيكون الأكثر تأثرا وضررا المبدعون الموهوبون الصغار.