عرف محمد بنزعته الإجرامية المفرطة لدرجة أن أهالي قريته روافع العيساوية بمركز المنشاة أطلقوا عليه لقب شارون ليشتهر به بين أهالي القرية دليلا علي دمويته, تلك النزعة كانت كفيلة بالزج به خلف قضبان السجن ليقضي به عددا من سنوات عمره وعقب خروجه لم يجد أمامه فرصة عمل سوي التوك توك الذي يمتلكه خاله فأخذ يتقرب منه ويتودد إليه حتي نجح في إقناعه بالعمل علي التوك توك بالتناوب مع صديقه محمود ليساعدهما في كسب لقمة عيشهما بالحلال. ولكن النزعة الإجرامية تغلبت علي الشابين الذين استغلا التوك توك في ارتكاب عدد من السرقات حيث يقومان بسرقة الأغنام والخراف والطيور بأنواعها المختلفة أثناء سيرهما بالطريق وإخفائها في التوك توك ثم بيعها وتقاسم ثمنها فيما بينهما واستمر الحال حتي دب الخلاف بين الشابين بعد أن ساورت شارون الشكوك في قيام محمود بالحصول علي النصيب الأكبر من المبالغ المالية التي يتحصل عليها من بيع المسروقات في سوق القرية وأسواق القري المجاورة واعتبر ذلك خيانة له واستغلالا لظروفه التي تمنعه من التصرف في هذه المسروقات لأنه تحت المراقبة الأمنية وطالب محمود بإعطائه جزءا من المبالغ النقدية محل الخلاف بينهما إلا أن الأخير رفض ذلك بشدة وأنكر اتهامات شارون له مما أدي إلي نشوب الخلافات بينهما وتأجج الغضب في نفس شارون وتحركت بداخله نزعته الإجرامية بعد أن انتابته حالة من الهياج دفعته إلي قتل شريكه.. كان اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطة المنشاة يفيد بوصول محمود إلي مستشفي المنشاة المركزي مصابا بجروح قطعية نافذة ولفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله المستشفي, تم تشكيل فريق بحث ضم الرائد احمد صقر رئيس مباحث مركز المنشاة بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لكشف ملابسات الواقعة وضبط الجناة وبسؤال والد المجني عليه لم يتهم احدا بالتسبب في مقتل نجله. توصلت التحريات إلي أن وراء ارتكاب الواقعة محمد وشهرته شارون ويقيم بقرية روافع العيساوية بمركز المنشاة بسبب وجود خلافات مالية مع المجني عليه, وفي يوم الواقعة نشبت مشادة كلامية بين المتهم والمجني عليه تطورت إلي مشاجرة عنيفة بينهما فاستل المتهم من طيات ملابسه آلة حادة انهال بها علي محمود فسقط علي الأرض جثة هامدة غارقا في دمائه وفر هاربا. تم نقل الجثة للمستشفي والقبض علي المتهم والأداة المستخدمة في الجريمة وبمواجهته بالواقعة اعترف تفصيليا بارتكابها بسبب وجود خلافات مالية, وتم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وباشرت التحقيق.