نزح محمد بصحبة شقيقه منذر من قرية البلابيش بمركز دار السلام بسوهاج إلي محافظة دمياط وتحديدا إلي مصيف رأس البر بعد أن هجر منزل عائلتهما بلا رجعة, هربا من حياة الشقاء والحرمان للعمل كبائعين متجولين علي شواطئ المصيف محملين بذكريات سيئة حيث مر شريط حياتهما أمام اعينهما سريعا كالومضات متذكرين نشأتهما في أسرة فقيرة. لم تجد المال اللازم لمساعدتهما علي إكمال تعليمهما وانجرفا في سكة الهلاك بعد أن اعتادا علي الأساليب الملتوية للحصول علي النقود للإنفاق علي أنفسهما وكيفهما من المواد المخدرة التي أدمنوها رغم صغر سنهما. اعتاد الشقيقان في الماضي علي ارتكاب جميع الموبقات حيث تلوثت أيديهما بالعديد من الجرائم بعد أن احترف الكبير محمد السرقة بالإكراه في الأوقات المتأخرة من الليل يشهر سلاحه الأبيض في وجه المارة للاستيلاء علي ما بحوزتهم من مال ومتعلقات شخصية لتدبير المال اللازم للمعيشة حتي صدر ضده حكم بالمؤبد في جناية سرقة بالإكراه وانساق أخاه منذر ورائه بعد أن واجه ظروفا قاسية جعلته لا يتواني في السير علي نهج أخيه الأكبر الذي كان بمثابة المثل والقدوة السيئة.. شق الشقيقان طريقهما في عالم الجريمة منذ صباهما بقرية البلابيش والقري المجاورة ورافقهما فيها صديق عمرهما أحمد الذي كان بمثابة السند والعون لهما وبعد أن صار الثلاثة مطاردين من رجال مباحث سوهاج مما كان سببا في نزوحهم إلي محافظة دمياط هربا من تلك الملاحقات المستمرة. مرت الشهور وهم علي ذات المنوال المعوج حتي قرر الخفافيش الثلاثة تطوير نشاطهم الاجرامي لكسب المال بوسيلة سريعة بدون عناء أو مجهود وتكالبت الأفكار الجهنمية علي رأسهم إلي أن استقروا علي فكرة سرقة إحدي السيارات من قائدها تحت تهديد السلاح ومساومته علي استردادها مقابل مبلغ مالي كبير إلا أنهم تخوفوا من انكشاف أمرهم وما يتبعه من القبض عليهم. وبعد مرور عدة أيام بدأت الفكرة تختمر في أذهانهم بعد أن نفدت أموالهم وبدأوا يتحينون الفرصة المناسبة لاختيار فريستهم إلي أن وجدوا ضالتهم في أحد السائقين واتفقوا معه علي توصيلهم إلي ميدان رمسيس من رأس البر مقابل مبلغ مغري وبعد أن سال لعاب السائق كانت المفاجأة في انتظار الجميع.. وكان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد أصدر توجيهاته إلي العميد عبد الرحمن خالد مفتش مباحث الوحدات بتكثيف التواجد الأمني علي مداخل ومخارج العاصمة لإحكام السيطرة الأمنية وبناء عليه عقد العميد عبد الرحمن خالد عدة اجتماعات مع ضباط مباحث الوحدات تم خلالها التأكيد علي بذل مجهودات مضنية لمكافحة الجريمة بشتي صورها.. وتنفيذا لبنود تلك الخطة وأثناء تواجد الملازم أول كريم الشاهد ضابط مباحث إدارة تأمين الطرق والمنافذ والمعين خدمة بكمين الإسماعيلية دائرة قسم الشروق وبصحبته القوة المرافقة اشتبه في سيارة أجرة تاكسي ابيض لبني تحمل لوحات معدنية رقم طدج3284 يستقلها4 أشخاص وأثناء استيقافهم لفحصهم حاولوا الفرار هربا إلا أن الضابط والقوة المرافقة تمكنوا من استيقافهم باستخدام الشوكة المسمارية والسيطرة عليهم وتبين أنهم كل من محمد معروف16 سنة والمطلوب التنفيذ عليه في قضية جنايات دار السلام سرقه بالإكراه والمقضي فيها بالسجن المؤبد وبحوزته سلاح أبيض سكين وشقيقه منذر11 سنة واحمد عبده19 سنة وجميعهم باعة جائلون بشواطئ مدينة رأس البر بدمياط ومقيمون بقرية البلابيش دار السلام/ سوهاج وبصحبتهم المدعو مصطفي محمود23 سنة سائق ومقيم سنانية مركز دمياط مصاب بجرح طعني بالصدر من الجهة اليمني وجروح قطعية أسفل الأذن اليمني وجرح قطعي بخنصر اليد اليمني وتم حجزه بمستشفي السلام العام.. وبسؤاله قرر بأنه أثناء سيره بالسيارة الأجرة المضبوطة والتي يعمل عليها كسائق برأس البر استوقفه المتهمون واتفقوا معه علي توصيلهم لموقف رمسيس مقابل مبلغ700 جنيه وعقب وصولهم أمام مدخل مدينة الشروق3 بالكيلو60 طريق الإسماعيلية بدائرة قسم الشروق قام الأول بإصابته بسلاح أبيض بحوزته وشل حركته بمساعدة الثالث.. وبمواجهة المتهمين بأقوال المجني عليه أمام العميد عبد الرحمن خالد مفتش مباحث الوحدات أيدوها واقروا بأنه نظرا لمرورهم بضائقة مالية خططوا لسرقة سيارة أجرة كرها عن قائدها ومساومته علي إعادتها مقابل مبلغ مالي وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.