منذ أربع سنوات وفي مثل هذا اليوم استيقظ المصريون علي فرحة عارمة لحدث ظلوا يرتقبونه بفارغ الصبر قرابة الشهرين.. ويتساءلون متي هو.. حتي ذلك اليوم.. الرابع عشر من أغسطس عام..2013 الذي أهدتنا فيه قوات الأمن المصري من رجال الجيش والشرطة هدية العيد وحررت ميداني رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة من الاعتصامات الإخوانية الإرهابية المسلحة التي جثمت علي صدور المصريين منذ أن وطأت أقدام هذه الجماعة الإرهابية أرض الميدانين.. حيث احتشد أولا عدد من عناصر تلك الجماعة الإرهابية في ميدان رابعة في الثامن والعشرين من يونيو من ذات العام.. تلاه احتشاد عناصر أخري إرهابية مناهضة لإرادة المصريين الذين طالبوا بسقوط الإخوان وحكمهم لمصر بميدان النهضة, وذلك عقب الإعلان عن عزل الجاسوس محمد مرسي.. ومنذ اليوم الأول لبدء تلك الاعتصامات الإرهابية, وحتي يوم فضها والشوارع المحيطة بها شاهدة علي الفوضي التي كانت تخلفها عصابة التتار الإخوانية في كل شبر منها.. والمصريون القاطنون في محيط تلك الاعتصامات يعانون كل أنواع المعاناة ويتضرعون إلي الله أن يزيح عنهم ذلك البلاء المتمثل في تلك العناصر المارقة التي لم ترع في الوطن إلا ولا ذمة, والتي نغصت علي مواطنيه معيشتهم وهددت أمنهم وسلامتهم طيلة الأيام التي ظلت تجوب فيها الشوارع ترهيبا للمصريين الذين رفضوا استمرار حكم هذه الجماعة التي لم تسرق الحكم فقط, وإنما سرقت الوطن نفسه علي مدي خمس سنوات وثمانين عاما كاملة حين غيبت عقول الكثيرين مستخدمة الدين ستارا لأطماع سياسية وسلطوية.. كانت سنة واحدة لحكم جماعة الإخوان لمصر كفيلة بأن تكشف لكل المصريين حقيقة هذه العصابة الإخوانية الإرهابية.. وتجعل كل مصري عاشق لتراب هذا الوطن يرفض وجودها ليس فقط في السلطة وإنما أيضا في المجتمع كما كان سابقا حين كانت ترتدي قناع الورع المزيف وتتلبس رداء الدين الكاذب.. إن فرحة المصريين العارمة بفض هذين الاعتصامين الإرهابيين لم يتنقص منها سوي خروج من كانوا معتصمين آمنين مطمئنين وعودتهم إلي منازلهم مرة أخري ليمارسوا إرهابهم من جديد ضد الوطن والمواطنين سواء كانوا مدنيين أم عسكريين.. فما شهدته مصر من عمليات إرهابية متلاحقة تلت عملية فضهما أكدت للشعب المصري أكثر أنهم أعضاء هذه الجماعة لم يكونوا مصريين أبدا ولم يعترفوا بمصر وطنا ولا بالمصريين شركاء وطن.. بل ظهرت كراهيتهم لمصر وجيشها وشعبها, والتي لا تختلف كثيرا أو قليلا عن كراهية الصهاينة لكل ما هو مصري.. ومنذ ذلك اليوم لن تتوقف العمليات الإرهابية الإنتقامية في ربوع الوطن علي أرضه أو علي حدوده ودفع كثير من أبنائه دماءهم الطاهرة فداء له وثمنا غاليا لتحريره من مختطفيه الإخوان.. ومع حدوث كل عملية إرهابية غاشمة يردد جموع الشعب المصري تلك الأمنية التي ما غابت عن قلوبهم لحطة واحدة..- ليته ما كان خروجا آمنا- لأي من معتصمي تلك الاعتصامات الإرهابية.. ليت جيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة إبادتهم عن بكرة أبيهم لكنا الآن جميعا ننعم بالسلام والأمان في حياتنا ولا نزال نتمني أن نستيقظ يوما علي فرحة أكبر من ذلك اليوم المشهود يكون قد اختفي فيه كل إخواني من علي أرض هذا الوطن الغالي لتعود مصر كسابق عهدها مصرية خالصة لكل المصريين علي حد السواء بلا إرهاب أو تطرف أو كراهية.. وبالرغم من خروجهم آمنين من اعتصامي رابعة إلا أن نهايتهم الشعبية والمجتمعية قضت علي كل حلم لهم بالتمكين وبالاستيلاء علي الوطن.