وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي, بالإسراع خلال الفترة المقبلة, من عملية تحديث وتطوير شبكة السكك الحديدية علي مستوي الجمهورية وبنيتها الأساسية والتوسع في نظم الإشارات الكهربائية بما يقلل من الاعتماد علي العنصر البشري ويسهم في الحد من تلك الحوادث ويعزز من إجراءات سلامة الركاب, وتشكيل لجان فنية لتقييم عمليات الصيانة وتحديد الاحتياجات من قطع غيار الوحدات المتحركة والبنية الأساسية. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس مع الدكتور هشام عرفات وزير النقل. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن وزير النقل عرض خلال الاجتماع تقريرا حول نتائج التحقيقات الأولية لملابسات الحادث الأليم الذي وقع أمس الأول نتيجة تصادم قطارين بالإسكندرية وأسفر عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين ووفقا لما وصلت إليه لجنة التحقيق التي تم تشكيلها علي وجه السرعة بالتنسيق مع النيابة العامة والأجهزة الرقابية. وأوضح الدكتور عرفات أن المؤشرات المبدئية تفيد بأن حادث التصادم يرجع لاستمرار اعتماد تشغيل السكك الحديدية علي العنصر البشري وعدم تطوير بنيتها الأساسية منذ عقود, وهو ما يفسح المجال لوقوع مثل هذه الحوادث حتي الآن. كما أشار الوزير إلي أنه تم إيقاف عدد من مسئولي التشغيل علي شبكة السكك الحديدية بمنطقة غرب الدلتا والمنطقة المركزية عن العمل إلي حين الانتهاء من التحقيقات الجارية, بالإضافة إلي التحقيقات الجارية مع سائقي القطارين. وأضاف أنه تفقد موقع الحادث وتابع أعمال رفع عربات القطارين المنكوبين من أجل إعادة حركة القطارات بعد توقفها علي خط الإسكندريةالقاهرة آخذا في الاعتبار حيوية هذا الخط واستيعابه لأعداد كبيرة من الركاب يوميا. وأضاف المتحدث أن الرئيس, شدد علي سرعة الانتهاء من التحقيقات الجارية حول أسباب هذا الحادث الآليم, موجها بضرورة محاسبة المقصرين فورا وعدم التهاون معهم أيا كانت مواقعهم, علي أن يتم عرض نتائج التحقيقات النهائية علي الرئيس فور التوصل إليها وكذلك الإجراءات التي تم اتخاذها حيال محاسبة المسئولين عن الحادث. وذكر السفير يوسف أن وزير النقل عرض خلال الاجتماع أيضا الجهود التي تقوم بها الوزارة علي صعيد تطوير السكك الحديدية وبنيتها الأساسية, مشيرا إلي التعاقد علي شراء الجرارات والعربات الجديدة, فضلا عن إدخال نظم الإشارات الكهربائية. في سياق متصل, تبدأ اللجنة السباعية التي أمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق, بتشكيلها من المختصين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكتب الاستشاري للكلية الفنية العسكرية والرقابة الإدارية, التحقيق في حادث تصادم قطاري الإسكندرية خلال ساعات وعقب حلف اليمين مباشرة متابعة عملها في معاينة موقع الحادث وفحص مدي صلاحية خطوط السكة الحديد والإشارات الضوئية ومعاينة وفحص القطارين وأجهزة التحكم بهما وجهاز إيه تي سي المسئولة عن التحكم في مسيرة القطارات بكل قطار وتحديد المسئولين عن الحادث الذي أسفر عن مصرع41 راكبا وإصابة132 آخرين. واستمع فريق التحقيق لأقوال أكثر من30 مصابا وشاهد عيان أكدوا أنهم فوجئوا بارتطام شديد تسبب في سقوط عدد كبير من الركاب بين قتلي ومصابين وكشفت التحقيقات وجود تضارب وعدم دقة في أقوال مسئولي القطارين, كما استمع المحققون إلي أقوال ملاحظي مزلقاني خورشيد وعزبة الشيخ وغفيري المزلقانين وأكدوا أنهم لم يتلقوا أي إشارات بتوقف قطار بورسعيد الإسكندرية. وقرر فريق التحقيق استدعاء بعض الملاحظين لسؤالهم تمهيدا لاستدعاء رئيس هيئة السكة الحديد وقيادات الهيئة ووزارة النقل للاستماع إلي أقوالهم.