هناك دلائل مثيرة للقلق علي أن إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تسعي من أجل الحرب مع إيران وبينما كان البيت الابيض قد صدق أخيرا علي أن طهران تمتثل للاتفاق النووي, فإن العقوبات الامريكية الجديدة علي ايران والسعي الامريكي الي تغيير النظام الإيراني يجب ان يثير قلقا بالغا من أن الادارة الامريكية ستبحث عن أي عذر لتجنب إعادة التصديق علي امتثال ايران للاتفاق النووي خلال مراجعة الاتفاق في أكتوبر المقبل. وفي الواقع, ووفقا لموقع( وور أون ذا روكس) الامريكي كلف ترامب فريقا في البيت الأبيض بالتأكد من أن ايران لا تمتثل للاتفاق النووي. وفي مقابلة جرت في25 يوليو مع صحيفة وول ستريت جورنال قال ترامب إنه يتوقع الاعلان عن عدم امتثالها للاتفاق النووي في أكتوبر المقبل. نقض الاتفاق النووي الإيراني قد يضع واشنطن علي منحدر للانزلاق نحو مواجهة عسكرية مع طهران التي من جانبها تستعد للاسوأ. المواجهة العسكرية المحتملة بين أمريكاوإيران من شأنها تدمير الشرق الأوسط غير المستقر بالفعل, حيث يعاني الحرب السورية واليمنية والحرب ضد داعش في سورياوالعراق, علاوة علي التوترات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ويقوض الانهيار المفترض للاتفاق النووي الإيراني مصالح الأمن القومي الأمريكي, ويعرض حياة الأمريكيين للخطر. وهناك أسباب مشروعة تدعو واشنطن إلي الانزعاج إزاء سلوك إيران, حيث أصبح لطهران نفوذ عميق في قلب الوطن العربي من خلال رعاية ميليشيات لها مثل حزب الله اللبناني وقوات الحشد الشعبي العراقية والحوثيين في اليمن وأكثر من100 ألف من رجال الميليشيات الشيعية في سوريا. وتهدف الحرب التي تشنها مع الولاياتالمتحدة في العراق الي سحب بغداد بشكل كامل الي المدار السياسي لطهران بعيدا عن واشنطن, الي جانب استعراض عضلاتها وبشكل استفزازي عن طريق إجراء اختبارات الصواريخ الباليستية التي أشعلت غضب واشنطن من طهران. إن ما أعطي إيران القدرة علي التدخل في الدول العربية ليس الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع الغرب, وإنما الفراغ السياسي الكبير الذي يوجد الآن في العالم العربي. الحروب في سورياوالعراق علي وجه الخصوص, وكذلك الصراع في اليمن, أوجد ثغرة أمنية استغلتها ايران للتدخل في تلك الدول وفرض هيمنتها الاقليمية علي حساب الدول العربية, وانهيار الاتفاق النووي قد يؤدي إلي مزيد من الحروب الأهلية التي تمثل تهديدا حقيقيا للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.