في الوقت الذي تنشغل فيه سوريا بالحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من6 سنوات خرج الاكراد ليؤكدوا احقيتهم في اجراء انتخابات تمهد الطريق لاقامة منطقة حكم ذاتي في شمال البلاد وهو, ما رفضته الحكومة السورية شكلا وموضوعا بل واعتبرته مجرد مزحة, مؤكدة استحالة اقامة منطقة حكم ذاتي شمال البلاد, من جانبه وصف فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري اعتزام الإدارة الكردية في شمال سوريا تنظيم انتخابات بأنها مزحة. وقال إن الحكومة لن تسمح لهم بتهديد وحدة الأراضي السورية. وقال المقداد أيضا إن الحكومة ستؤكد في النهاية سيطرتها علي المناطق الخاضعة للأكراد وهو ما تساهلت فيه دمشق حتي الآن في إطار علاقة مضطربة. وقال المسئول السوري في مقابلة مع رويترز وهيئة الإذاعة البريطانية( بي.بي.سي) في دمشق الانتخابات ستكون مزحة وسوريا لن تسمح أبدا بانفصال أي جزء من أراضيها. وتسيطر جماعات كردية وحلفاؤها علي مساحات من شمال سوريا ضمن مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة وهي تحالف من فصائل مسلحة تقوده وحدات حماية الشعب الكردية. وكانت الإدارة التي يقودها الأكراد قد حددت في نهاية يوليو الفترة بين أواخر الصيف ويناير لإجراء انتخابات مجلس محلي وبرلمان إقليمي في خطوة تهدف علي ما يبدو لتعزيز حكمها الذاتي المتنامي. وأوجدت جماعات كردية مناطق حكم ذاتي منذ مرحلة مبكرة من الصراع الذي تفجر في العام2011 لكنها تقول إنها لا تسعي إلي الانفصال عن دمشق. وقال المقداد نعتقد أن المواطنين السوريين في شمال سوريا لن يعرضوا الوضع للخطر في البلاد أو يتحركوا باتجاه أي شكل من أشكال تقسيم سوريا. من سيتحركون في تلك الاتجاهات يعرفون الثمن الذي سيدفعونه. وعندما سئل هل ترغب الحكومة السورية في استعادة مناطق تسيطر عليها جماعات كردية حاليا رد بأنها ليست مسألة ترغب ولكن ينبغي عليها أن تقوم بها, مضيفا وحدة الأراضي السورية لن تكون أبدا محلا للجدال. وقال إن مسئولية المجتمع الدولي الحفاظ علي وحدة سوريا وجدد دعوة دمشق المتكررة لدول خارجية بوقف تمويل جماعات تقاتل في الصراع السوري. كما حث المقداد الولاياتالمتحدة علي وقف أنشطتها داخل سوريا قائلا إنه يري أن أفعالها غير قانونية وتتسبب في سقوط آلاف الأرواح. ويدعم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية قوات سوريا الديمقراطية بضربات جوية وأشكال أخري من المساعدات العسكرية في حربها لطرد التنظيم من سوريا. وفي مطلع يوليو قال التحالف الذي يحقق في تقارير عن سقوط قتلي مدنيين نتيجة للحملة علي التنظيم في سوريا والعراق إن600 مدني علي الأقل قتلوا في ضربات جوية في البلدين منذ بدء عمليات الحملة في العام.2014 وأعلنت منظمات تراقب الحرب في سوريا والعراق عن عدد أكبر بكثير. وتسلط تصريحات نائب وزير الخارجية السوري الضوء علي العلاقة المضطربة بين دمشق والأكراد, فيما تنذر بمواجهة محتملة في قادم الأيام أو في مرحلة ما بعد طرد تنظيم داعش من الرقة أبرز معاقله في سوريا. وحافظت الحكومة السورية إلي حد الآن علي مسافة أمان مع الوحدات الكردية التي تعاظمت قوتها ونفوذها ونادرا ما حدثت احتكاكات عسكرية بين الجيش السوري وتلك الوحدات واذا حدثت فسرعان ما يجري تطويقها. ويبدو أن النظام السوري يتجنب في الوقت الراهن فتح جبهة جديدة في ظل تركيزه علي استعادة السيطرة علي أكبر قدر ممكن من الأراضي فيما تبدو المعارضة المسلحة مشتتة وضعيفة بعد أن خسرت في2016 حلب أكبر المدن السورية والعديد من المناطق الاستراتيجية. وكان الرئيس السوري أعلن أن قواته عازمة علي استعادة السيطرة علي كامل الأراضي السورية من دون أن يشير إلي وضع المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. ويري محللون أن المواجهة مؤجلة إلي حين لكنها حتمية فيما يبقي توقيتها رهين بالتطورات الميدانية وبنتائج مفاوضات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة وأيضا بمواقف الدول التي تقف علي طرف نقيض من الأزمة في سوريا حيث تدعم بعضها الأسد وتحشد أخري لرحيله. وقد تراهن دمشق علي تحرك تركي ضد الأكراد مستثمرة العداء التاريخي بين الأكراد وتركيا, لكن من دون أي تقارب محتمل بين أنقرةودمشق أو تنسيق عسكري.