أسئلة أوروبية مشروعة عن الأزمة مع قطر

لا أحد من منفذي الهجمات الإرهابية في أوروبا خلال السنوات الأخيرة ينتمي إلي دولة خليجية, كما تقول السلطات في الدول الأوروبية. ورغم هذا, فإن الأوروبيين,
خاصة في بلجيكا مقر الاتحاد الاوروبي, يسمعون دائما أن مصدر الإرهاب الذي يهددهم يوجد هناك علي بعد آلاف الكيلو مترات في منطقة الخليج.
جاءت أزمة قطر مع العرب لتزيح, مؤقتا, صور الشبان المسلمين البلجيكيين ذوي الأصول المغاربة, منفذي الهجمات الإرهابية في بروكسل وفرنسا من أذهان البلجيكيين, وتستحضر صور مسئولي الإمارات والسعودية وقطر وشبكة الجزيرة.
يسأل الناس في بروكسل أسئلة مشروعة عن الأزمة, فجمع مركز تريندز للبحوث والاستشارات منذ أيام سياسيين وإعلاميين وبرلمانيين وباحثين ودبلوماسيين معتمدين لدي بروكسل لمناقشة أبعاد الأزمة مع قطر وتأثيرها علي أوروبا.
لماذا الآن؟
هناك من ربط بين توقيت تفجير الأزمة وصعود نجم محمد بن سلمان, ولي عهد السعودية الجديد. غير أن الأهم, من وجهة نظر معسكر المقاطعة, هو أن الصبر قد نفد. يعلم جويتا, وغيره, أن سمعة إيران, في ملف الإرهاب, سيئة في أوروبا. ولذلك, فإنه اعتبر أن علاقة قطر بإيران مشكلة كبيرة لدول الخليج.
يتساءل الأوروبيون, باستغراب, كذلك عن علاقة شبكة الجزيرة الإخبارية القطرية بالأزمة؟.
رد بورتشل وجويتا بأن الخدمة الانجليزية للشبكة أكثر التزاما عموما بالمعايير المهنية من شقيقتها العربية. وقال بورتشل إن الخدمة العربية تروج لأفكار الإرهاب وتوفر منصة لشخصيات متطرفة تعادي السامية وإسرائيل وتدعو للجهاد وتؤيد حماس.
غير أن جويتا نبه الحاضرين إلي أن المطلب المتعلق بالجزيرة لم يعد محل إصرار من جانب الدول المقاطعة لقطر.
سؤال آخر موجه إلي دول المقاطعة: لماذا جئتم إلي بروكسل, وماذا يمكن أن تفعل أوروبا في أزمة يقول الخليجيون دائما إنها عائلية ولن تحل إلا خليجيا؟
القدرة علي خلق الثقة المتبادلة هي مفتاح الإجابة. يعتقد بورتشل وجويتا وبونازي بأن أوروبا, أكثر قدرة وكفاءة, مقارنة بأمريكا, علي إرشاد دول الخليج إلي كيفية تشكيل آليات لبناء الثقة والتفاهم والاتفاق علي سياسات موحدة... وماذا تفعل دول المقاطعة لو استطاعت قطر الصمود في وجه العقوبات الحالية التي تسميها الدوحة حصارا من جانب الأشقاء مخالفا للقوانين الدولية؟
العقوبات الذكية هي الخطوة الأرجح التالية, يقول بورتشل. وتوقع أن تنتقل دول المقاطعة إلي مرحلة فرض عقوبات محددة الأهداف علي شخصيات أو هيئات أو منظمات بعينها في قطر أو تتعلق بقطر.