مع انهيار تنظيم داعش الإرهابيفي العراق وفقدانه الأراضي في سوريا, تري إيران ووكلاؤها الإقليميون أن الولاياتالمتحدة هي التهديد الأساسي لنفوذها وطموحاتها, ولذاكثفت جهودها للإطاحة بالجيش الأمريكي من المنطقة. ومن خلال التوعية الدبلوماسيةيحث القادة الإيرانيون الحكومتين الأفغانية والعراقية علي طرد القوات الأمريكية من بلدانهما, كما عمدت طهران إلي تعميق علاقاتها مع حركة طالبان الأفغانية وتعاونت مع موسكو لتقويض جهودالولاياتالمتحدة لإبقاء قواتها في أفغانستان. وفي سوريا, تهدد قوات الحرس الثوري الإيرانيوحلفائها من الميليشيات الشيعية الإقليمية بشكل متزايد الجيش الأمريكي وحلفاءه في المنطقة. وعلاوة علي ذلك, فإن القوات البحرية الإيرانية في كثير من الأحيان تضايق السفن الأمريكية في الخليج العربيوالقادة السياسيون, والعسكريون في إيران رفعواشعاراتعدائية ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. ومن أجل تقويض مهمة الولاياتالمتحدة في أفغانستان قالرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجانيلنظيره الأفغاني عبد الرءوف إبراهيمي بأنه ليست هناك حاجة لوجود قوات عسكرية أجنبية في أفغانستان وتعهد بأن إيران مستعدة لمساعدة كابول في مواجهة تحدياتها الأمنية. وأضاف أن الشعب الأفغاني قادر علي التعامل مع الإرهابيين وأن وجود قوات أجنبية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب يعرقل تنمية أفغانستان, مشيرا إلي أن إيران ستفعل ما بوسعها لمساعدة أفغانستان في مكافحة الإرهاب. وعلي الرغم من أن طهران لا تريد أن تعود طالبان- العدو الأيديولوجي لإيران الشيعية- إلي السلطة في أفغانستان, تري أن وجود القوات الأمريكية علي طول حدودها الشرقية يشكل تهديدا أكبر. ومع تصاعد التوتر بين واشنطنوطهران علي برنامج الصواريخ الباليستية الأخير ودعم الإرهاب, عززت إيران تمويلها وتدريب مقاتلي طالبان لخلق مشكلة للجيش الأمريكي وإجبارهعلي مغادرة أفغانستان. وقد اقتصر معظم الدعم الإيراني لطالبان جغرافيا علي غرب أفغانستانوجنوبها, إلا أن التقارير الأخيرة في وسائل الإعلام الأفغانية تشير إلي أن القوات المسلحة الإيرانيةقد توسع نطاق دعمها لمقاتلي طالبان إلي شرق وشمال أفغانستان أيضا. وفي30 مايو الماضي, قالت قوات الأمن الأفغانية: إنها استولت علي أسلحة إيرانية الصنع من طالبان في باكتيكا, وهي مقاطعة مضطربة في جنوب شرق أفغانستان حيث تمارس شبكة حقاني الخطيرة نفوذا كبيرا. كما ذكر مسئولون أفغان وأمريكيون أن إيران أقامت معسكرات تدريب جديدة لمقاتلي طالبان علي طول الحدود الأفغانية وسلمت أسلحة روسية للمتمردين في المقاطعات الغربيةوالجنوبية الأفغانية. وبالنسبة للعراق كانت إيرانوالولاياتالمتحدة حلفاء بحكم الأمر الواقع في الحرب ضد داعش في العراق منذ عام.2014 وعلي الرغم من أن واشنطنوطهران لم تنسقا جهودهما بشكل مباشر في العراق, فقد قدم الجيش الأمريكي الدعم الجوي واللوجيستي للعمليات البرية العراقية التي تشمل الإيرانية قوات الحشد الشعبي العراقي. وفي الأسبوع الماضي قال المرشد الأعلي علي خامنئي: إن إيران تعارض وجود القوات الأمريكية في العراق وحث رئيس الوزراء العراقي علي عدم الاعتماد علي واشنطن. وقال المرشد الأعلي لحيدر العبادي في اجتماع عقد في طهران لا تثق بالأمريكيين تحت أي ظرف من الظروف, واتهم خامنئي الولاياتالمتحدة باستغلال الوضع في العراق لخدمة مصالحها الجيوسياسية. وأضاف: لا ينبغي منحهم هذه الفرصة, كما يجب تفادي نشر القوات الأمريكية في العراق بحجة التدريب وغيره من الأمور. وعلاوة علي ذلك, كثفت إيران من الدعاية المضادة للولايات المتحدة, مما يشكل مخاطر أمنية علي المستشارين العسكريين الأمريكيين, واتهمت أمريكا بدعم تنظيم داعش الإرهابي, كما تؤكد أن التحالف الدولي بزعامة واشنطن كان يقتل المدنيين ويساند الإرهابيين في العراق. وحث الحشد الشعبي العراقيحكومةبغداد علي طرد التحالف الدولي منالموصل, ومعارضة نشر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون المزيد من الجنود الأمريكيين في العراق.